عثمان بن حمد أباالخيل
الصحراء تُعلّم الكثير من الناس صدق النية وسرعة البديهة وبعد النظر ولا تُعلم الإنسان القسوة، ومن قلب الصحراء سجل التاريخ أروع قصص الحب عنترة وعبلة (ديار بني عبس بلدة «القصيباء»، الواقعة على مسافة 65 كيلومتراً شمال بريدة، بمنطقة عيون الجواء في القصيم)، جميل وبثينه والمزيد من قصص الحب، فإنسان الصحراء لا يقسو فلماذا هناك من يقسو على الآخرين ولا يراعي النواحي الإنسانية. الموظف يُطلب منه زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف لجهة العمل التي يعمل لكنه يشعر بالإهمال النفسي في أحيان كثيرة. لا شك أن التحفيز المالي مهم لكن التحفيز الإنساني أهم.
مراعاة الجوانب الإنسانية في تعامل جهة العمل مع الموظف مطلب ديني وإنساني واجتماعي وله مردود كبير على جهة العمل لا يشعر بها إلا من كان هذا نهجة. لعلي هنا أقترح على القطاع الحكومي والقطاع الخاص والشركات العائلية والبنوك وكافة الجهات ذات الأنشطة التي تتعامل مع الإنسان أن يكون لديها إدارة ولعلي أسميها (الإدارة الإنسانية) تتبع إلى أعلى سلطة في الهيكل التنظيمي. من مهام هذه الإدارة مراعاة ومتابعة وضع الموظف الاجتماعي والنفسي والوقوف على احتياجاته والتعامل معه إنسانياً. الموظف يمر بحالات فرح وحالات ترح، من حالات الفرح زواجه، أو زواجها، رزقها الله بمولود أو رزقه الله بمولود زواج ابنه أو بنته أو تزويج ابنتها أو ابنها والمزيد. ومن حالات الترح الوفاة والمرض وحوادث السيارات وهذه ما أكثرها والمزيد. إذا أرادت جهة العمل النجاح فنجاحها يكمن في مدى التأثير الإيجابي على موظفيها والنجاح مطلب كل منظمة.
ايميل تعزية أو باقة ورد أو رسالة نصية أو زيارة قصيرة أو مكالمة هاتفية أو خطاب شكر أو حفلة شاهي في مقر العمل أو حفلة تكريم أو وداع كثيرة هي حالات الفرح والترح في حياتنا وما أجمل وقع الهدايا في حياتنا وفي حياة الموظف فالهدية من هديه - صلى الله عليه وسلم - التي حض عليها حيث قال: (تَهَادُوا تَحَابُّوا) رواه البخاري.
حين توفيت والدتي رحمها الله قبل ثلاثة عقود وأكثر سرني وأسعدني تلك التعزية الخطية من معالي المهندس عبد العزيز الزامل رحمه الله حيث كان حينها نائب رئيس مجلس إدارة شركة سابك.
الإدارة الإنسانية أو أي مسمى آخر يحمل معاني الإنسانية سوف يُحفز الموظفين ويحفر في قلوبهم وعقولهم الولاء والإنتاجية. مرة أخرى أشجع المنظمات أن تحدث هذه الإدارة وتحدد مهامها ويختار لها من يدبرها بطريقة إنسانية ويحمل معاني الإنسانية وهذه من ركائز ديننا الإسلامي السمح.