د. عبدالرحمن الشلاش
كورونا فيروس لا يرى بالعين المجردة سبب طيلة الأيام الماضية وحتى اليوم هلعًا كبيرًا بين الناس في معظم دول العالم، اختفى البشر من الميادين وأماكن التجمعات، ألغيت بعض الدوريات العالمية في كرة القدم، وأجلت دوريات أخرى، ومنع الجماهير من دخول الملاعب، وعلقت الدراسة في دول الخليج ومنها السعودية وألغيت فعاليات قائمة وفاعليات مستقبلية مدرجة. غير الناس أنماط حياتهم ولزم كثير منهم البيوت، ربما وصلت المبالغة الشديدة أو الهلع مرحلة الخوف والوسواس. هرع الناس للصيدليات ولبسوا الكمامات، وملئت البيوت بأدوات التعقيم. امتنع الناس عن المصافحة خوفًا من انتقال العدوى، وصل الأمر إلى إلغاء الدروس الدينية وأي نشاطات قد تسبب في إحداث الازدحامات التي قد تتسب في انتشار العدوى.
في مقابل الهلع والخوف هناك من بالغ في عدم الاكتراث بما يحدث والتهوين من الأمر وممارسة حياة طبيعية جدا دون خوف من العدوى وانتشار الفيروس الذي يتم بصورة سريعة حتى دخل إلى بلادنا بواسطة مجموعة سعودية زائرة لإيران بصورة غير نظامية أدى إلى انتشاره بشكل محدود جدا في محافظة القطيف، وخوفًا من انتشاره في مناطق أخرى منعت هيئة الرياضة دخول الجماهير إلى ملاعب كرة القدم، وألغيت كثير من الفعاليات، وانتهت الأمور بتعليق الدراسة حفاظًا على صحة الطلبة، حتى وزارة الشؤون الإسلامية اتخذت إجراءات مشددة هدفت إلى قطع كل الأسباب المؤدية إلى انتشار العدوى، وإيقاف كل النشاطات في الفترة القادمة.
من شدة هلع البعض صار كل حديث عن كورونا، وعن انتشاره وانحساره وعن الوقاية منه وسرت البرامج التوعوية تحث الناس على أخذ الحيطة والبعد عن المصافحة، وتحدثت عن طرق الوقاية وضرورة التزام الناس بها في إجراءات احترازية ووقائية تشكر حكومة المملكة العربية السعودية عليها. وأن هذه الاحتياطات لا تعني بحال أن الوضع قد وصل إلى مرحلة تكون الأمور فيها خارج السيطرة، وإنما الأمر يعني أن الحكومة قد اتخذت إجراءات استباقية مطلوبة وعاجلة.
لذلك لا داعي للهلع، وفي نفس الوقت لا مبرر إلى اللامبالاة، أخذ الحيطة والحذر واجب فالهلع أيضا لا مبرر له.