عبدالكريم الحمد
في 7 أغسطس 2019 نشرت صحيفة «publico» البرتغالية تقريراً مطولاً بعنوان (حمدالله أنقذ فيتوريا)، مؤكدةً أن مواطنها مدرب النصر لم يكن ليحقق النجاح مع فريقه لولا وجود مهاجم النصر عبدالرزاق حمدالله وأنه سبب مباشر في تحقيق لقب الدوري الموسم الماضي رغم وجود نجوم آخرين كأحمد موسى وجوليانو وإمرابط.
حمدالله في عهد الرئيس السابق لنادي النصر سعود السويلم وجد دعماً معنوياً ومالياً كانا كفيلاً بأن يتحول إلى آلة تهديفية لا تكلّ ولا تملّ أمام مرمى الخصم في كل جولة، حتى استطاع أن يُنسي المدرّج الأصفر مهاجمه الأول محمد السهلاوي الذي حقق مع فريقه دوري (2014- 2015) إلى أن تم تنسيقه ثم رحيله تاركاً خلفه ماضياً جميلاً تلاشى مع قدوم وافد جديد استحل قلوب النصراويين.
قال حمدالله في تصريحات صحفية مشيراً إلى حديثه مع الرئيس السابق سعود السويلم: «عندما التقيته قال لي لا نريد منك أي شيء في الأشهر الـ3 الأولى، ولكن بعد ذلك نريد منك في كل مباراة تسجيل هاتريك»، وقد نجح حمد الله في تحطيم الرقم القياسي لهدافي الدوري السعودي في موسم واحد على مر التاريخ المسجل باسم مهاجم الاتحاد حمزة إدريس (33 هدفًا)، حيث نجح المهاجم المغربي في تسجيل 34 هدفًا في الموسم الماضي.
وبعد قضية اللاعب الأخيرة قبيل مباراة فريقه أمام الفيصلي في الجولة الماضية حينما تغيَّب عن التدريبات اعتراضاً على خصم 15 % من مرتبه بسبب عدم الانضباط في المواعيد، ثارت جماهير النادي الأصفر قبل المباراة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر بهاشتاق (الكيان أكبر من حمدالله)، لكن بعد المباراة التي انتهت بخسارة ثلاثية مريرة انعكست القناعات بسيلٍ من الانتقادات تجاه فيتوريا والحلافي والسويكت لعدم إشراك (المنقذ) في المباراة محملةً إياهم مسؤولية اتساع الفارق النقطي عن الغريم التقليدي الهلال.
كما توّج لاعب نادي النصر السابق فهد الهريفي تلك الانتقادات بهجومه على الإدارة النصراوية واصفاً توقيت عقوبة حمدالله بالخطأ الفادح، مؤكداً أن زمن اللاعب في حاجة النادي انتهى، بل أصبحنا في زمن النادي في حاجة اللاعب، لتترسخ لدى بعض النصراويين قناعة بأن (حمدالله أكبر من الكيان) في هذا التوقيت بالذات والدليل على ذلك خيبة الأمل التي تجرعها العاشق النصراوي من بقية نجوم الفريق في ليلة فيصلاوية غاب عنها الأسطورة حمدالله.
لنكن واضحين وواقعين، رئيس نادي النصر والمشرف العام على كرة القدم والمدرب (فيتوريا) حصدوا خسائر فادحة تجاه عزل حمدالله عن الفريق في منعطف مهم وخطير مما جعلهم يفقدون جزءاً كبيراً من ثقة ودعم الجماهير النصراوية التي باتت تصف المنظومة الإدارية في البيت الأصفر بقلة الخبرة، حتى وصل بها الحال إلى مقارنتها بالإدارة السابقة وتعاملها الاستثنائي مع نجم الفريق حتى وإن وصل الأمر إلى (الدلال) لكن كان حصيلة ذلك زخم تهديفي ولقب دوري.
نعم، حمدالله أخطأ بتصرفه الأرعن تجاه مدربه والفريق، لكنه يبقى الأهم بالنسبة للمدرج الأصفر من أي عنصر في النادي حتى وإن تمرَّد انضباطياً على مواعيد الفريق، حمدالله بات بالنسبة لهم الأسطورة الهجومية الحقيقية بعد أن حقق في موسم واحد ما عجز عنه ماجد عبدالله ومحمد السهلاوي وغيرهما ممن مرَّوا بهذه الخانة.
قبل الختام
الاستثناء هو حالة خاصة تخرج عن القاعدة العامة المتعارف عليها..
فنصيحتي (حمدالله) «لا تزعلونه».