عثمان أبوبكر مالي
تحوَّل برنامج تدشين كتاب عبدالله بكر (اللاعب والكابتن والإداري) السابق بنادي الاتحاد في مدينة ينبع إلى (احتفاليه) كبرى بالنجم الكبير وبناديه من قبل شخصيات وجماهير العميد في مدينة الينابيع.
كانت أمسية تاريخية رياضية واجتماعيه وثقافية وفنية في نفس الوقت، حيث أُقيم على هامشها أول (ندوة) عن الكتاب والنجم التاريخي، جاءت مفعمة بالثراء المعرفي والتاريخي وجسّدت نبض العميد من خلال التفاعل الكبير من قبل الحضور كباراً وصغاراً اتحاديين وغيرهم وبروح رياضية عالية.
التدشين كان لكتاب (عكاز الاتحاد) لمؤلّفه (المؤرِّخ) عبدالإله محمد النجيمي، وهو كتاب تاريخي يحكي سيرة مهندس الاتحاد، الذي تجاوز كونه لاعباً سابقاً، وإدارياً محنكاً، فمسيرته مع النادي توضح أنه يستحق أن يكون واحداً من (رموزه) الخالدة، وهو أحد الأسماء التي (أنقذت) النادي وأبقته كياناً كبيراً، في حقبة وضع فيها على مفترق طريقين؛ إما أن يغلق نهائياً أو يدمج مع أندية أخرى، وذلك في عام 1392هـ، لكن حكمة المهندس عبدالله بكر (أول رياضي سعودي يحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة البترول والمعادن - جامعة الملك فهد) استطاعت بعد (مشوار) صعب جداً أن تشق له طريقاً ثالثاً، استمر من خلاله يواصل طريقه إلى اليوم كياناً شامخاً وركناً قوياً من أركان الرياضة في هذا الوطن -حفظه الله- ويورد الكتاب كثيراً من تفاصيل (المغامرة) التي دخلها، واحتاج فيها إلى زيارة نصف بيوت شخصيات وكبار رجالات النادي، حتى يمضي في شق الطريق، واستغرق ذلك منه أكثر من ستة أشهر، كان خلالها يدير النادي (وهو لاعب) ويحافظ على ألعابه وفرقه ولاعبيه أيضاً، قبل أن يشكِّل إدارة (رسمية) سُميت إدارة الإنقاذ التي قبل (العم) إسماعيل مناع -رحمه الله- أن يترأسها، قبل أن يسلِّم بعد قرابة عام ونصف (القيادة) لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن منصور -متعه الله بالصحة والعافية- وكان ذلك في عام 1394هـ 1974م، وبترؤس سموه مجلس الإدارة فتح (المستقبل المشرق) للنادي الكبير طوال سنواته التالية.
عكاز الاتحاد.. ليس فقط سيرة حياة رياضية واجتماعية لواحد من رموز النادي، إنما هو سفر مميز وإبحار ممتع جداً في سنوات مهمة من تاريخ نادي الاتحاد (أول ناد سعودي في المملكة العربية السعودية) وفيه رصد موثَّق في فترة زمنية ثرية من تاريخ (العميد) وتاريخ الرياضة السعودية، بذل فيه مؤلفه جهداً خرافياً، وهو يستحق، بل إنني أرجو أن يقتنيه كل اتحادي يريد معرفة كثير من (تفاصيل التفاصيل) في الفترة الانتقالية من مسيرة النادي، وهي الفترة التي (أنقذته) وجعلته قيد الحياة إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة بإذن الله تعالى.
كلام مشفَّر
- ألقاب كثيرة أطلقت على المهندس عبدالله بكر من أهمها، الكابتن والمهندس والزئبق وعقل الاتحاد، وأرى أنه يستحق، بل هو من وجهة نظري يعد (رمزاً) من رموز النادي بكل ما في الكلمة من معنى، وقد ظل سنوات طويلة (مظلوماً) إعلامياً (ولا يزال) وتاريخياً ولعل كتاب (عكاز الاتحاد) أنصف كثيراً من تاريخه.
- كان لي شرف إدارة الندوة التي أُقيمت على هامش تدشين الكتاب مع الأصدقاء الأعزاء؛ مؤلف الكتاب المؤرِّخ عبدالإله النجيمي والمؤرِّخ إبراهيم كنداسة، والزميل طلعت زارع، والزميل عدنان جستنية، الذي أتحف الحضور بواحدة من (خواطره) المنعشة.
- مشاعره الجيَّاشة عن فترة (الإنقاذ) التي تحمَّل فيها مسؤولية (الحفاظ) على الكيان ظلت أسيرة داخل صدر (الكابتن الرمز) طوال سنوات عمره المديد -حفظه الله- ولذلك استسلم لدموعه التي تساقطت على وجنتيه، بعد مداخلة لاعب الاتحاد الأسبق في كرة الطائرة صالح بابعير، ألقى فيها سؤالاً شعرت وكأنه ضارب (يكبس) على شبكة!
- تقدَّم الحضور بعض أعيان المدينة وشخصياتها، وعدد من الرياضيين المعروفين ومن قدامى لاعبي نادي الاتحاد، بالإضافة إلى أصدقائه المقرَّبين، والجميع كانوا في ضيافة الشيخ خالد بن داخل بن طلال (رئيس مجلس جمهور الاتحاد في ينبع) الذي شمل وإخوته وأبناؤه وأعضاء الرابطة الجميع بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، والفن الينبعاوي الجميل (العجل).
- من بين الحضور الجميل الذي شارك في التدشين رئيسا ناديي رضوى والمجد، وتواجد بعض نجوم الاتحاد السابقين في كرة القدم والألعاب المختلفة مثل عبدالله الحربي (غراب) وبخيت الزهراني وعيسى القرني وصالح بابعير، وبلبل الاتحاد صالح القرني، ومؤسس رابطة جماهير النادي في ينبع نجيب الطحلاوي، ورابطة جماهير المدينة المنورة وغيرهم من الشخصيات الرياضية المميزة.