أصبح من الواضح والجلي للجميع أهمية الحصول على المعلومات الصحيحة المتعلقة بالأمراض الناجمة عن العدوى التنفسية. ولعل من أهمها وأكثرها قلقاً خلال الفترة الماضية هو فيروس كورونا المستجد COVID-19 الذي أخذ في الانتشار عالمياً بشكل كبير.
يعد فيروس كورونا المستجد والذي بدأ انتشاره في الصين أولاً ثم شيوعه في معظم دول العالم لاحقاً أحد الفيروسات الناشئة من مصدر حيواني كغيره من فيروسات كورونا التي بدأت بالظهور قبل عام 2002م. وبالرغم من أن المسبب الأساسي لهذا الفيروس غير معروف حتى هذه اللحظة إلا أن بعض المصادر والبحوث ترجح احتمالية أن يكون الناقل الأساسي للفيروس الخفاش ومن ثم عبر مضيف انتقالي (ثعبان، القط البري، آكل النمل الحرشفي، أو الجمال كما هو الحاصل في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، إلا أنه مازال من المبكر معرفة الناقل الأساسي لهذا الفيروس.
وكونه أحد الفيروسات التنفسية التي تنتقل بشكل مباشر عن طريق الرذاذ المتطاير من الشخص المصاب أثناء السعال والعطاس أو عن طرق غير مباشره من خلال الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس من أشخاص مصابين ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين وكذلك من خلال التعامل والتعاطي مع الحيوانات المصابة.
ولعل من أهم أسباب انتشار هذا الفيروس حتى الآن هو سرعة انتقاله بين البشر من خلال أشخاص ظهرت عليهم أو لم تظهر عليهم أعراض المرض. وفيروس كورونا المستجد يصيب الجهاز التنفسي للشخص المصاب وتتراوح أعراضه مابين أعراض بسيطة كنزلة برد إلى أعراض شديدة ومتلازمة تنفسية حادة.
قد تظهر الأعراض خلال فترة الحضانة التي تتراوح من يومين إلى 14 يوماً من فترة الاحتكاك والتواصل المباشر مع شخص مصاب. ولعل من أهم أعراضه هي: ارتفاع درجة الحرارة، ضعف عام، سعال جاف، وضيق في التنفس. وقد تكون هذه الأعراض أكثر شدة لدى الأشخاص المصابين بأمراض أخرى كأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وأمراض القلب والفشل الكلوي.
وكوننا في مراحل مبكرة من فهم المرض وآلية انتقاله والمسبب الرئيس له، فمن المهم جداً الأخذ بكافة التدابير الوقائية للحد من انتشاره والإصابة به. ولعل أهم طرق الوقاية من فيروس كورونا المستجد تتلخص في الآتي:
- تجنب السفر إلى الدول التي ثبت انتشار المرض فيها بشكل كبير والدول التي تُعلن تباعاً بواسطة السلطات المختصة.
- الإفصاح عند السفر أو الإقامة في هذه الدول للمساهمة مع الجهات المعنية في الكشف المبكر عن الحالات المصابة وعزلها وأخذ التدابير الوقائية لسلامة الشخص وللحد من انتقاله وانتشاره إلى أشخاص آخرين.
- المداومة على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، أو المطهرات الأخرى المستخدمة لليدين خصوصاً بعد السعال، والعطاس، أو بعد استخدام دورات المياه.
- استعمال المناديل الورقية عند السعال أو العطاس والتخلص منها مباشرة في سلة المهملات، أو استخدام منتصف الذراع وليس الكفين في حال عدم توفر مناديل ورقية.
- ضرورة تجنب ملامسة العينين والفم والأنف باليدين قبل غسلهما للحد من احتمالية انتقال الفيروس عند ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس.
- تجنب الاختلاط مع أشخاص مصابين بأعراض تنفسية وخصوصاً الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا المستجد أو العائدين من أحدى الدول المثبت انتشار الفيروس فيها.
- تجنب مصافحة وتقبيل الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية.
- ليس هناك حاجة إلى لبس الكمامات الطبية للعامة إلا من قبل الأشخاص المصابين بأعراض تنفسية أو المخالطين لهم أو في حال طلب منك أحد مقدمي الرعاية الصحية ذلك.
ويجدر التأكيد أنه في ظل تفشي المرض وسرعة انتشاره تكثر الشائعات والمعلومات غير الدقيقة عن فيروس كورونا المستجد ولعل من أشهرها إمكانية انتقاله عن طريق البضائع المستوردة من الصين ونود الإشارة هنا إلى أنه حتى الآن لم يثبت علمياً إمكانية انتقال الفيروس عن طريق شحن البضائع.
كما يجدر التنويه إلى أن الفيروس لا يستطيع العيش لفترات طويلة على الأسطح ويزول بمجرد التنظيف بالمنظفات العادية ولا يحتاج لمنظفات خاصة وأشد فعالية كما يُشاع. ومن المهم التوضيح أنه يكتفى بغسل اليدين بالماء والصابون أو المعقمات اليدوية عند ملامسة أسطح مثل الطاولات، وأزرار المصاعد، وأجهزة البصمة، وعند استخدام الهواتف، وكذلك دورات المياه.
كما نهيب بالجميع بسرعة التواصل مع وزارة الصحة أو التوجه إلى أحد المستشفيات أو المراكز الصحية عند ظهور أعراض مشابهة لأعراض لفيروس كورونا المستجد.
مع خالص تمنياتنا بالسلامة للجميع.
** **
د. جواهر العتيبي - استشارية الأمراض المعدية - مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض