فهد بن جليد
«عليك الانخراط في العمل الخيري والاجتماعي والتطوعي وأنت في ريعان شبابك، أو على رأس العمل على -أقل تقدير- هذا أفضل وأكثر فاعلية من الالتحاق بهذا النوع من الأعمال والمجالات عند التقاعد» تلك النصيحة استخلصتها من معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم أثناء حديثي معه عن منحه جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز -فرع التميز لرواد العمل الاجتماعي- الجائزة التي نالها باستحقاق هذا العام، نظير باع طويل وخبرة مُتميزة في مجال العمل الاجتماعي والخيري، فللدكتور دور فاعل في تمكين العمل التطوعي والخيري في المجتمع، بل وحتى مُتابعة وتنفيذ العديد من المهام والأعمال الإغاثية التي قدمتها المملكة للدول المنكوبة في سنوات مضت.
الحديث مع الدكتور السويلم شيق ومفيد وممتع، وهو الخبير الذي يقدم لك «خلاصة إتقان وتجوِّيد العمل الاجتماعي والتطوعي» بالكثير من القصص والمواقف الإنسانية والإدارية التي تختصر وتختزل لك عقود من العمل والتضحية والبذل، وفي ظنِّي أنَّ خبرة وقصة حياة مثل هذا الطبيب الذي أصبح فيما بعد وجهاً شهيراً للإغاثة السعودية، تستحق أن تروى أو تجمع في كتاب، ليتصفحها الجيل الشاب الذي تعتزم رؤية المملكة 2030 أن يكون من بينه (مليون متطوع)، يقومون بدورهم الإنسانية والمجتمعية وفق تخصصاتهم وخبراتهم، ليكملوا مسيرة العمل الخيري والاجتماعي والتطوعي لجيل الرواد من أمثال الدكتور السويلم، والشكر للجائزة التي منحته هذا التكريم المستحق.
جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز تثبت في كل مرَّة أنَّها مشروع إنساني واجتماعي وخيري وريادي يحمل معاني سامية وأهداف نبيلة، لدعم العمل الخيري والاجتماعي تماماً كما هو الدور الذي كانت تؤديه بصمت «صاحبة الجائزة»، تلك المرأة التي لم تكن تبحث عن الإعلام والأضواء في حياتها عندما كانت تقوم بعمل إنساني وخيري واجتماعي كبير، ولكن العديد من القصص الإنسانية والمواقف الاجتماعية التي تبين الأيادي البيضاء لتلك الأميرة -غفر الله لها- بدأت تظهر وتُروى بعد وفاتها، ولعل تخصيص جائزة باسمها بعد وفاتها لتطوير ودعم العمل الخيري والمجتمعي هو خير دليل على أنَّ عطاء الكرماء والخيرين نهر لا ينضب بعد وفاتهم، بل هم سبب لكل خير في كل وقت، متى ما أخلصوا «النيَّة لله» في سد حاجات وعوز المعسرين والمحتاجين، وعملوا مُبكراً في حياتهم لنشر السعادة ورسمها على الوجوه من حولهم، فمن أعظم نعم الله أن يجعلك لك أثراً طيباً بعد رحيلك.
وعلى دروب الخير نلتقي.