عوض مانع القحطاني - الرياض:
التزمت الهيئة العامة للطيران المدني بمعايير منظمة الطيران المدني الدولي، وبخاصة المتعلقة بالسلامة والإطفاء والإنقاذ في مطاراتها كافة، وذلك في إطار الاهتمام الدولي بخدمات الإطفاء والإنقاذ في المطارات المدنية في العالم.
ويعد توفر وحدة متخصصة في تقديم خدمات للإطفاء والإنقاذ في كل مطار شرطًا أساسيًا لتشغيل المطار وحصوله على الرخص الدولية، وفقًا لما جاء في الملحق الرابع عشر من اتفاقية شيكاغو والمتعلق بتصميم وتشغيل المطارات.
ولقناعة الهيئة العامة للطيران المدني بأن الإطفاء والإنقاذ يعدان الخط الأول لمواجهة حوادث الطيران وتأمين سلامة الأرواح والمرافق في المطارات لم يقتصر اهتمامها على توفير تلك الخدمات في كل مطار من مطارات المملكة، بل أيضًا دعمتها بالتجهيزات والمعدات المتوافقة مع أحدث المستجدات وما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية، من أساطيل المركبات الضخمة القادرة على حمل كميات هائلة من المياه والرغوة (المواد الطافئة)، وغيرها من الأجهزة والمعدات المتطورة مما يمكن خدمات الإطفاء والإنقاذ من الوصول إلى أي حادث أو حريق يقع -لا قدر الله- في محيط أو مرافق المطار خلال دقيقتين ولا يتجاوز ثلاث دقائق على أعلى تقدير.
واستقطبت الهيئة العامة للطيران المدني الكوادر المتخصصة اللازمة للقيام بمهام خدمات الإطفاء والإنقاذ بالمطارات، وتعهدتها بالتدريب حتى أضحت متمتعة بمهارات عالية، حيث يتم إلحاقهم بدورات تدريبية متخصصة لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، من خلال الأكاديمية السعودية للطيران المدني التي تضم مركزاً تدريبياً متخصصاً في مجال خدمات الإطفاء والإنقاذ، يقدم برامج متنوعة على النحو التالي: دبلوم عالي إطفاء وإنقاذ (3 سنوات)، دبلوم مشغل أجهزة إنذار (6 أشهر)، دبلوم مكافح حرائق مطار (6 أشهر)، البرنامج التعريفي للمسعف (3 أشهر).
كما يوفر المركز دورات تطويرية قصيرة لمختلف الوظائف في خدمات الإطفاء والإنقاذ بالمطارات، ومنها (المواد الخطرة المستوى التوعوي والتشغيلي والتقني، رجل إطفاء المستوى الأول والثاني، القيادة والتشغيل، مكافحة حرائق الطائرات، مفتش إطفاء أول، مدرب إطفاء أول، وضابط إطفاء أول).
ويعتمد المركز على مجموعة أدوات منها: التدريب الفني وفق معايير عالمية، والتدريب على المجسمات التشبيهية المتقدمة، وتغطية احتياجات الهيئة العامة للطيران المدني من رجال الإطفاء المؤهلين، وتسويق برامج التدريب والدورات المختلفة للمهتمين بهذا المجال، إضافة إلى الحرص على جودة برامج التدريب عن طريق الشراكات العالمية.
وتقوم وحدات الإطفاء والإنقاذ في جميع مطارات المملكة وبشكل دوري، بإجراء تجارب فرضية لخطط الطوارئ للوقوف على مدى الاستعدادات والجاهزية والسرعة لمواجهة الحوادث والحرائق مع الجهات ذات العلاقة، والقدرة على استخدام المعدات والآلات على النحو المنشود، إضافة إلى تمارين من شأنها التدريب على استباق الحوادث قبل وقوعها، بهدف خفض وتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات في حالات وقوع الحوادث إن وقعت - لا قدر الله.
وتغطي خدمات الإطفاء والإنقاذ جميع حالات الطوارئ داخل حدود المطار، كما تستجيب أيضًا للحوادث التي تقع خارج المطار ضمن إطار الاتفاق مع الجهات المختصة في المنطقة.
ويبلغ عدد العاملين في خدمات الإطفاء والإنقاذ في مطارات المملكة نحو (1347) موظفًا موزعين على (28) وحدة إطفاء وإنقاذ بالمطارات، في حين يعمل بالمطارات التي تحولت إلى شركات حوالي (784) موظفاً.
كما أن مركز تدريب الإطفاء والإنقاذ بالأكاديمية السعودية للطيران المدني التابعة للهيئة العامة للطيران المدني حاصل على اعتماد محلي ودولي الأول من إدارة معايير الطيران بالهيئة العامة للطيران المدني في عام 2018 م إلى حينه، وحققت في نهاية عام 2019م انجازاً دولياً جديداً بعد اعتمادها من المجلس الدولي لخدمات لإطفاء (IFSAC) كأحد الأعضاء المعتمدين في مجال التدريب، وذلك خلال مؤتمر دولي في ولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال عام 2019 تخرج من مركز تدريب الإطفاء والإنقاذ بالأكاديمية من حملة الدبلوم (15) مشغل أجهزة إنذار و(19) مسعفًا، فيما عقدت الأكاديمية (154) دورة تدريبية في مجال الإطفاء والإنقاذ، اجتازها (2596) موظفاً من منسوبي خدمات الإطفاء والإنقاذ العاملين في مختلف مطارات المملكة.