م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. المؤامرة هي قضية قائمة على نظرية أنه ليس هناك شيء يحدث بالصدفة.. وتعتمد تلك النظرية على ربط أحداث حقيقية بأحداث متخيلة.. لخلق قصة مدعومة بوقائع حقيقية.. تُسْتَكْمل بوقائع متخيلة حتى تكون القصة متماسكة عاطفيًا ومنطقيًا.
2. المدهش في نظرية المؤامرة أنها تُصنع من شخص ما.. ثم يستكملها المتلقي ويبني عليها أدلته المتخيلة.. ومن ثم يتحول هو إلى مبشر بها وداعٍ إلى الإيمان بصدقها.. وقد أثبتت العديد من الدراسات أن نسبة عالية من الناس تؤمن بشكل أو بآخر بنظرية المؤامرة.. والتصديق بها لا يقتصر على العامة فقط.. بل إن منهم متعلمين أصحاب مناصب عليا في مهنهم.
3. أصحاب نظرية المؤامرة لهم رأي مضاد.. وهو أن من ينكر المؤامرة ما هو إلا شخص متآمر بذاته أو جاهل ساذج.. ويرون أن ابتكار نظرية المؤامرة لا يمكن أن يأتي إلا من عقل متعلم مطلع.. وأن وسائل الإعلام تعد من أكبر منصات بث الشائعات التي هي المكون الأساسي لنظرية المؤامرة.
4. المناهضون لنظرية المؤامرة يرون أنه لا ينشئها إلا العقل المتطرف.. كما أن التفكير التآمري ليس حكرًا على العوام.. بل هو منتج للعقل الذي يعاني من الوساوس والقهر.. لأنه يحول ما يحدث حوله إلى معنى ذي مغزى.. فهي بالنسبة له تقدم الإجابات المقنعة.. لماذا يحدث ما يحدث؟ ولماذا يحدث ضد ما يريد؟
5. ويرى المناهضون أن نظرية المؤامرة تقدم نفسها على أنها حل لمشكلة قائمة سواء على المستوى الشخصي البحت أو الإنساني العام.. فمشكلة نظرية المؤامرة هي تأثيرها على النفس.. وأنها تمثل نوعًا من المواساة للنفس والتبرير لها.. وتقدم ذاتها على أنها كشف لمستور مخفٍ.. ويزيدون أيضًا أن نظرية المؤامرة تقوم على عقل «حَكَّاء».. يصف القرائن والشواهد ويلوي أعناق الحقائق لتتسق مع نظريته.
6. نظرية المؤامرة رسخها خلال العقود الماضية في العالم العربي الفكر القومي بأذرعته البعثية والناصرية.. ثم تلاه الفكر الأصولي بذراع الصحوة.. التي تقوم خطاباتهم رغم اختلاف مشاربهم على ذات النظرية التآمرية.. مما يعني أنها وسيلة تم اختراعها لتبني عليها تلك التيارات وجودها.. أو مشجب تعلق عليه فشلها.