عثمان بن حمد أباالخيل
العلاقة بين الثقافة والفن علاقة قوية ومن الصعب في أحيان كثيرة التفرقة بينهما فهي علاقة جدلية منذ قديم الزمن. بغض النظر عن التباين أو التقارب بينهما، فالثقافة تكتسب عن طريق التعلم والاختلاط مع الآخرين والاطلاع والتجارب التي تمر على الإنسان في حياته بكل صوره فهي مكتسبة وتراكمية وتنتقل من جيل إلى آخر.
للفن صور كثيرة والفن يتبلور عند الإنسان الموهوب والمبدع والذي يشعر بما حوله فيرسم أجمل الصور ويقدمها بصور منها النحت والرسم والأدب والزخرفة والشعر والعمارة والموسيقي والرسم التشكيلي والتمثيل والعرضة ومنها العرضة النجدية وفنون المنطقة الغربية والجنوبية والشرقية والشمالية، الإنسان السعودي يتذوق الفن ويبدع، الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون هي الجهة التي تحافظ وتُنمي وترعي الثقافة والفنون عند المبدعين وتحافظ على الموروث.
الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون رؤيتها المستقبلية جزء من رؤية المملكة 2030 وتعبر عن تقديم أعمال مميزة، ورؤيتها هي (تنمية قدرات الابتكار والإبداع لدى أفراد المجتمع، ورعاية الموهوبين في الثقافة والفنون، بما يمكنهم من تقديم أعمال مميزة محليًا وعربيًا وعالميًا، كمواهب سعودية) أما رسالتها فهي: (رفع الوعي بأهمية الثقافة والفنون بمجالاتها المختلفة، وتمكين الشباب في مختلف مناطق المملكة من اكتساب الخبرات الثقافية، وتطوير مواهبهم الفنية).
صورة الجمعية وبكل فروعها وفي مختلف مناطق المملكة تكتمل مع أهدافها والتي منها الارتقاء بمستوى الثقافة والفنون بالمملكة والاهتمام بالفنانين السعوديين وتقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لهم والدفاع عن حقوقهم والعمل على رفع مستواهم الثقافي والفني والاجتماعي وتمثيل المملكة في المحافل العربية والدولية في كل ما من شأنه الارتقاء بالثقافة والفنون والتعريف بالثقافة المحلية والموروث التاريخي والتنسيق فيما يخدم هذا الجانب، والاهتمام بالنشء ذوي المواهب الثقافية والفنية وصقلها بالدورات التدريبية ومساعدتهم في الاستفادة القصوى من طاقاتهم الإبداعية.
من إستراتيجيات الجمعية رفع جودة الفعاليات بما يتناسب مع تطلعات الجمهور وتمكين الشباب وتنمية مهاراتهم وتطوير مواهبهم والاستثمار في الكوادر البشرية بالتعاون مع بيوت خبرة عالمية والتدريب بناءً على أسس منهجية وإطلاق جائزة الثقافة والفنون والعمل على إطلاق مؤشر الفنون في مختلف مدن المملكة.
من مرتكزات الثقافة السعودية تعزيز قيم الحوار وممارسته ونشر الثقافة السعودية وترسيخ العلاقات مع الدول الأخرى.. فالإنسان السعودي من أكثر شعوب العالم تذوقاً للفن، فهو يسافر وينفق مليارات الريالات سنوياً لزيارة المتاحف الثقافية والفنية، وحضور المسارح والسينما، والمهرجانات العالمية، والمعارض الدولية ومدن الألعاب والاستمتاع بالطبيعة التي أكرمنا الله بها في جنوبنا الكبر الأشد: (ونحن شمالنا كبر أشم.... ونحن جنوبنا كبرُ أشدُّ).
وفي الختام من أهداف وزارة الثقافة، الثقافة كنمط حياة والثقافة من أجل النمو الاقتصادي والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية هذه الأهداف تتماشي مع رؤية المملكة 2030، والمتمثلة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين، وأدام عليها أمنها وأمانها ورغد عيشها ورخاءها.. وحفظ الله لنا ولاة أمرنا على الخير، وأسأله أن يديم عزهم وأن ينصرهم ويسدد على طريق الحق خطاهم.