فهد بن جليد
تحدثنا -بالأمس- عن مربعات (نافذة جوهاري) الأول والثاني، وكيف أنَّ إتاحة مساحة أكبر للفهم والانفتاح والتفاهم والمعرفة بينك وبين الآخرين هو النقطة الأهم في عملياتنا الحياتية عند التواصل مع غيرنا، كما تحدثنا عن الأثر الذي تتركه المنطقة العمياء التي نجهلها عن أنفسنا ويلاحظها غيرنا في سلوكنا وأسلوب وطريقة تعبيرنا، وأثر ذلك بالنسبة للتفاعل والصورة التي نتركها لدى من نتحدث ونعيش معهم، اليوم سنتحدث عن (المربع الثالث) المنطقة التي يُحاول الفرد إخفائها عن غيره، والاحتفاظ بها لنفسه، و(المربع الأخير) الذي نجهله عن أنفسنا ويجهله الآخرون عنا أيضاً.
(صندوق الأسرار) عن شخصيتك وكيف تتأثر؟ وماذا يهمك؟ وماهي أهدافك الحقيقية التي تُحاول الاحتفاظ بها لنفسك؟ هو (المربع الثالث) الذي يمثل مشاعرك الخاصة تجاه الأشخاص والمواقف والأحداث، مساحة هذا المربع يفترض أن تصغر مقابل مساحة المُربع الأول (التشاركي) تبعاً للثقة، وطول مدة المعرفة بين الأفراد، مع ضرورة ملاحظة أنَّ التفريط في هذه المساحة بسهولة ودون اهتمام، سيكون ثمنه باهظاً خصوصاً إذا تم منحها للشخص الخطأ، بينما الاحتفاظ بها يجعل الإنسان يتحمل آثار عدم فهم الآخرين لحقيقة الأمر، و(المُربع الأخير) هو المنطقة المجهولة التي لا تعلمها عن نفسك ولا يعلمها غيرك عنك كذلك، وهي المنطقة الخفية التي يفترض أنَّها تتحكم في سلوك ومشاعر لا تفسير لها لديك ولا لدى الآخرين.
في مقال اليوم والأمس، يتضح أنَّ هناك تفاوتاً وتبايناً بين علاقاتنا وشخصياتنا تبعاً لتطبيق وفهم نظام نافذة (جوهاري)، وهو ما سيسهل من التحكم لاحقاً في حياتنا وتفاعلنا في الاتصال والتواصل مع غيرنا بشكل سليم وطبيعي وناجح -إذا ما أدركنا فوائد هذه النافذة- ففي كل مرة سنجد تفسيراً مُختلفاً، وسنجد أنَّ تفاعل الآخرين وتقبلهم أو ابتعادهم عنَّا، يأتي تبعاً للرسائل التي نطلقها، الأمر -برأيي- له أهمية كبرى في تشكيل الشخصية وفهم السلوك وتنظيم العلاقات، وهو ما يجب تدريب الأطفال والنشء عليه في المدرسة والبيت، لفهم السلوك وتهذيبه وتقويمه بشكل علمي.
وعلى دروب الخير نلتقي.