«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
واجهت المملكة وباء كورونا، باحترافية عالية، وتعاملت مع الأزمة التي تطوف العالم بواقعية، وفق إجراءات احترازية واستباقية، وإعلان يومي بكل شفافية ووضوح، وحظي ذلك التعامل بإشادات عالمية، فيما كان هم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين على حد سواء وكذلك الحفاظ على سلامة قاصدي الحرمين الشريفين من هذا الوباء.
ومنذ الساعات الأولى وقبل إعلان عن وجود أيّ حالة مصابة بفيروس كورونا في المملكة بأيام، تم تشكيل لجنة من 13 وزارة يرأسها وزير الصحة، معنية بمتابعة الوضع الصحي لفيروس كورونا، وتضم في عضويتها ممثلين من وزارات: «الدفاع، الطاقة، الداخلية، الحرس الوطني، الخارجية، الصحة، المالية، الإعلام، التجارة، الاستثمار، الحج والعمرة، والتعليم»، وهيئة الطيران المدني، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، والهيئة العامة للغذاء والدواء، والهيئة العامة للجمارك، ووزارة السياحة، والمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وواكب ذلك، تجهيز وزارة الصحة 25 مستشفى للتعامل مع حالات كورونا، وأكثر من 2200 سرير لعزل الحالات، فيما خصصت الوزارة الرقم (937) لأيّ استفسار بشأن الفيروس، وشاركت معلوماتها التوعوية في كل الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها بشكل مكثف؛ لرفع مستوى الوعي، واعتمدت أعلى معايير البروتوكولات الطبية المطبقة لجعل فيروس كورونا في الحد الأدنى.
وحتى صباح أمس الاثنين، بلغت الحالات التي أعلنت عنها وزارة الصحة المصابة بفيروس كورونا 15 حالة، كانت معظمها لمواطنين قادمين من إيران والعراق، إلى جانب مقيم أمريكي قدم من خارج المملكة، ومن بين الحالات المصابة، لمرضى بسبب اختلاطهم بالمصابين، فيما كانت معظم تلك الحالات، دون أن يكشف المصابين بها عن الدول التي قاموا بزيارتها، وهذا ما دعا وزارة الداخلية لإعطاء مهلة 48 ساعة ليفصح كل من كان خارج المملكة عن الدولة التي زارها، ليعلن معها 26 مواطناً متواجداً حالياً في المملكة، و95 مواطناً متواجداً حالياً في إيران، و7 مواطنين متواجدين حالياً في دول أخرى.
ومن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المملكة، علقت في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين، السفر مؤقتاً إلى تسع دول، بينها مصر والإمارات والكويت والعراق ولبنان وإيطاليا، كما قررت تعليق الدراسة، في إطار جهودها للسيطرة على فيروس كورونا.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية: إن حكومة المملكة «قررت تعليق سفر المواطنين والمقيمين مؤقتاً» إلى الإمارات والكويت والبحرين ولبنان وسوريا وكوريا الجنوبية ومصر وإيطاليا والعراق، وتعليق دخول القادمين من تلك الدول، أو دخول من كان موجوداً بها خلال الـ14 يوماً السابقة لقدومه، كما قررت المملكة إيقاف الرحلات الجوية والبحرية بين المملكة والدول المذكورة، فيما تم استثناء رحلات الإجلاء والشحن والتجارة.وسبق ذلك إعلان وزارة التعليم مساء الأحد تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية، من تعليم عام وخاص، وتعليم عالٍ، وكذلك المؤسسات الفنية، ابتداءً من أمس الاثنين وحتى إشعار آخر.. وذكرت الوزارة أن تعليق الدراسة إجراء احترازي لا يدعو للقلق، ويتطلب من الجميع الالتزام بأسباب الوقاية واتباع التعليمات والإرشادات الصحية، لمنع انتشار فيروس كورونا.. مشيرة إلى أن العودة للدراسة تخضع لتقييم اللجنة المعنية بمواجهة فيروس كورونا، فيما وجه وزير التعليم، بتفعيل المدارس الافتراضية والتعليم عن بُعد، خلال فترة تعليق الدراسة، بما يضمن استمرار العملية التعليمية بفاعلية وجودة، حيث قررت اللجنة المختصة في الوزارة متابعة مستجدات فيروس كورونا.
وكانت وزارة التعليم، اتخذت إجراءات احترازية في مدارس المنطقة الشرقية، وذلك بعد أن علّقت الدراسة في مدارس ومؤسسات التعليم الجامعي والمهني في القطيف لمدة أسبوعين. فيما غرد الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة على حسابه بتويتر؛ مؤكداً أن الوضع في البلاد مطمئن، ولم تظهر أيّ حالة في أيّ منشأة تعليمية. ولكن تزايد الحالات في الدول جعلنا نحرص على تعزيز سلامة أبنائنا وبناتنا. لذا تم التنسيق مع وزارة التعليم على تعليق الدراسة مؤقتاً.
كما أعلنت وزارة الداخلية اتخاذ تدابير احترازية بـ«تعليق» الدخول والخروج إلى محافظة القطيف، ضمن إجراءات احترازية لمنع تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19)، وصده على المستوى الجغرافي.
وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، أنه وفقاً للإجراءات الصحية الاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة، ونظراً لأن جميع الحالات الإيجابية المسجلة الإحدى عشرة الحاملة لفيروس كورونا الجديد هي من سكان محافظة القطيف، ونظراً إلى الممارسات المعمول بها دولياً لمنع انتشار الفيروس والتي تتطلب التعامل على المستوى الجغرافي الذي توجد فيه حالات الإصابة، ولضرورة الأخذ بكافة الإجراءات الصحية الوقائية الموصى بها لمنع انتشار الفيروس، فقد تقرر تعليق الدخول والخروج من محافظة القطيف مؤقتاً (من سيهات جنوباً إلى صفوى شمالاً).
كما تقرّر تمكين العائدين من سكان المحافظة من الوصول إلى منازلهم، إضافة إلى وقف العمل في جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة، زيادة في الإجراءات الاحترازية لمنع احتمالات انتقال العدوى، مع استثناء المرافق الأساسية لتقديم الخدمات الأمنية والتموينية والضرورية؛ مثل الصيدليات والمحلات التموينية ومحطات الوقود والمرافق الصحية والبيئية والبلدية والأمنية، مع أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة، وتمكين النقل التجاري والتمويني من التحرك من وإلى المحافظة، مع أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة.
وأصدر وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، قرارًا بتعليق الدروس العلمية، والبرامج الدعوية، والمحاضرات، والدور النسائية، والدراسة في حلقات تحفيظ القرآن في جميع جوامع ومساجد المملكة اعتبارًا من أمس الاثنين وحتى إشعار آخر.
وجاء قرار آل الشيخ حرصًا من وزارته على سلامة الطلاب والطالبات، ومرتادي بيوت الله، وتعزيزاً للإجراءات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة في المملكة، في إطار جهودها الحثيثة للسيطرة على فيروس «كورونا» الجديد (COVID19).
وعلَّقت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي برامج الزيارة في المرافق الخارجية التابعة لها، المتمثلة في كل من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، ومعرض عمارة الحرمين الشريفين، ومكتبة الحرم المكي الشريف، ضمن الإجراءات الاحترازية الموصى بها لمنع انتشار فيروس «كورونا»، حرصاً منها على سلامة الزوار. واتخذت الرئاسة سلسلة من الإجراءات الاحترازية الوقائية لمنع انتشار الفيروس، من خلال تكثيف أعمال التعقيم، التي تتم على مدار الساعة، كما حرصت على التنسيق والتعاون المشترك مع جميع القطاعات الحكومية ذات العلاقة.
فيما أوضحت وزارة الحرس الوطني بأنه لا صحة لما تم تداوله من منشور عن إصابة عدد من منسوبيها بفيروس كورونا، وأهابت الوزارة بالجميع أخذ المعلومة من مصدرها الموثوق فقط. وأوقفت وزارة البلديات تقديم الشيشة والمعسل في المقاهي والمطاعم مؤقتاً بجميع أمانات وبلديات المملكة كإجراء احترازي حفاظاً على صحة المواطنين والمقيمين من فيروس كورونا، وستباشر الفرق التفتيشية تطبيق التوجيه على المخالفين من قبل الأمانات والبلديات بشكل مباشر.
وأغلقت الهيئة العامة للترفيه منطقتي الرياض بوليفارد وونتر ويندرلاند، وذلك من منطلق حرصها على سلامة الزوار.
وأكدت الترفيه، في بيان نشرته عبر حسابها بموقع تويتر، أنها تعمل على دراسة جميع الأنشطة الترفيهية وفق الآلية المعتمدة من قبل اللجنة التنفيذية لدراسة الحد من التجمعات والمنبثقة من اللجنة الوزارية المعنية بمكافحة فيروس كورونا.
ولفتت الترفيه إلى أنها اتخذت هذا الإجراء لدعم الخطوات الاحترازية التي تتبعها المملكة للحد من انتشار فيروس كورونا الحديد، بالإضافة إلى اهتمامها في أن تثري التجربة الترفيهية للزوار وسط أجواء صحية وآمنة. كما تم اتخاذ إجراءات احترازية في السجون ودور التوقيف والإصلاحيات للتعامل مع فيروس كورونا الجديد. وأشارت النيابة العامة إلى أن النائب العام الشيخ سعود المعجب وجّه دوائر الرقابة على السجون ودور التوقيف، بالتأكيد على الجهات المعنية لرفع معايير الإجراءات الاحترازية والوقائية، وتطبيق أنجع الأساليب داخل السجون ودور التوقيف والإصلاحيات، ومراعاة توافر تلك المعايير الصحية أوقات زيارة ذويهم لهم أو حال نقلهم خارج السجون ودور التوقيف، والعمل مع المختصين على تنمية سبل زيادة الوعي بطرق التعامل مع هذا الفيروس وتوقّيه وسبل التحصّن منه والتعقيمات اللازمة بشأنه، تعزيزاً للإجراءات المتعلقة بصحة وسلامة السجين والموقوف، وزيادة الطمأنينة تجاههم.
وأوضحت أن النائب العام وجّه برفع تقرير مفصّل عن تلك الإجراءات، والحرص على الكشف الدوري على المسجونين والموقوفين تأكيداً على سلامة صحتهم وتوعيتهم بطرق تجنيبهم الإصابة بالفيروس. ولفتت إلى أن هذه الجهود تأتي تماشياً مع ما أكد عليه مجلس الوزراء في جلسته الماضية بشأن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها السعودية بشكل مؤقت في مواجهة فيروس كورونا الجديد، استكمالاً للجهود الرامية إلى توفير أقصى درجات الحماية والسلامة لأفراد المجتمع.
وكانت المملكة قد قصرت يوم الجمعة الدخول إلى المملكة مؤقتاً للقادمين من دولة الإمارات، والكويت، والبحرين، على المنافذ الجوية في المطارات التالية: مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الملك فهد الدولي بالدمام».
وأضاف: إن المرور سيكون عبر المنافذ البرية بين المملكة وتلك الدول للشاحنات التجارية فقط. على أن تتخذ وزارة الصحة جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة في المطارات المشار إليها، وكذلك حيال سائقي تلك الشاحنات ومرافقيهم في المنافذ البرية، على أن يبدأ التنفيذ فوراً.
فيما علقت وزارة الرياضة الحضور الجماهيري لكافة المناسبات الرياضية الداخلية، كما علقت كذلك أولمبياد السعودية والذي يعتبر الأول والأضخم من نوعه محلياً. وسبق ذلك، الإعلان عن إيقاف أداء العمرة للمواطنين والمقيمين على أراضيها مؤقتاً، في إطار إجراءاتها الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا في الأماكن المقدسة التي تشهد تدفقاً للحشود البشرية.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية: إن هذا القرار يأتي امتداداً لإيقاف العمرة للقادمين من خارج المملكة وتعليق الدخول بالتأشيرات السياحية للمسافرين من الدول التي تفشى فيها الفيروس ومنع دخول السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي بالبطاقة الوطنية.
وأشار المصدر إلى أن قرار إيقاف العمرة للمواطنين والمقيمين مؤقت، وستتم مراجعته بشكل مستمر وتعليق العمل به عند انتفاء الأسباب التي دعت لاتخاذه. وأكد المصدر في الداخلية أن القرار يأتي في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها المملكة للحد من انتشار فيروس كورونا ومنع وصوله إلى «الحرمين الشريفين اللذين يشهدان تدفقاً دائماً وكثيفاً للحشود البشرية ما يجعل من مسألة تأمين تلك الحشود أهمية قصوى»، وفقاً لتصريحات المسؤول.. وكانت قد قررت، الخميس الماضي، إيقاف منح تأشيرات العمرة للراغبين بأداء هذه المناسك أو زيارة المسجد النبوي من خارج المملكة، كما قررت تعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية من الدول التي تفشى بها المرض. كما تم تأجيل معرض الرياض الدولي للكتاب، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، كما تم إلغاء الحفلات الغنائية.
إلى ذلك أشار المتحدّث الرسمي لوزارة الصحة إلى الخطوات التي تتخذها المملكة للوقاية من الفيروس، قائلاً: بلغ عدد من تم فحصهم وإجراء الفرز لهم في المنافذ حتى الآن أكثر من 414 ألف مسافر قادم للسعودية، فيما تجاوزت إجمالي الفحوصات للحالات 1400 فحص.. وعدد من تم حصرهم ضمن دائرة المخالطين تجاوز 400 شخص، حيث تم إجراء الفحوصات لهم جميعاً.