أحمد المغلوث
سعدت كما سعد غيري ممن شاهدوا احتفالية افتتاح (مركز الحرفيين بالأحساء) الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير الشرقية، بحضور صاحب السمو الأمير بدر محافظ الأحساء. هذه السعادة التي شعرتُ بها كونها تقدِّر أهمية هذا المركز؛ كونه يحتوي على القدرات الإبداعية.. ولكن - ومع الاحترام لمن اختار هذا الاسم «مركز الحرفيين» - حرم فئة كبيرة ومهمة من المبدعين الذين - بكل صراحة - يتحفظون على العملية الحرفية على الرغم من كونها جزءًا لا يتجزأ من العملية الإبداعية؛ فالفن - كما هو معروف، بل يُدرس في كليات الفنون في مختلف دول العالم - هو (مجموعة مختلفة من الأنشطة والفعاليات الإنسانية في تكوين الأعمال البصرية أو السمعية، أو كل أداء يسهم في نقل أفكار الفنان «المبدع» الإبداعية أو المهارة الفنية)، على أن يكون لهذه الأعمال من يقدرها، بل يقتنيها أو يدفع حتى تذكرة لمشاهدتها كما هو حاصل في الدخول للمتاحف التي بالتالي تدر ملايين الدولارات للمدينة التي يوجد فيها مثل هذه المتاحف.
ونخلص من هذا للقول إلى أن من الأفضل بل من المطلوب من «أمانة الأحساء الموقرة» أن تغيِّر اسم المركز ليكون كالآتي (مركز الإبداع الفني والحرفي بالأحساء)؛ ليكون ذا طابع شمولي، خاصة أن هناك عروضًا فنية تعتمد على الابتكار والرسم.. إلخ. ومن باب أولى أن توجَد أعمال كبار الفنانين بالأحساء في هذا المركز الذي من رسالته بل أهدافه أن يشاهد الزائر لأحساء الخير إبداع أبنائها من الفنانين.. لا أن يكون تحت اسم واحد؛ فهذا يقلل ويحد من رسالته العظيمة التي فيها الكثير من الخير لأبناء الأحساء.
إن اسم «مركز الإبداع الفني والحرفي» ينطبق على ويشمل كل عمل فني أو أفكار ذات نزعة إبداعية جمالية، مثل: لوحات، منحوتات، مجسمات مصغرة.. وأعمال وأشكال الفن المختلفة التي توثق حضارة وتاريخ منطقة ما، مثل الفنون المرئية، والرسوم الهندسية والمعمارية باعتبارها واحدة من الفنون البصرية. وكذلك مثل الفنون الزخرفية وقطع السدو أو السجاد اليدوي؛ فهي قبل وبعد تتبع الفن البصري، مثل اللوحة التشكيلية.
وكما أشرت في البداية، فإنه مركز مهم لمنطقة كالأحساء الثرية والغنية بتاريخها وحضارتها، والأهم بإنسانها المبدع في مختلف المجالات.. وما زلت أذكر كلمات معالي الشيخ عبد العزيز التويجري نائب رئيس الحرس الوطني - رحمه الله - وهو يشاهد لوحاتي في مهرجان الجنادرية الأول، وهو يقول بصوته الخفيض: «ما خليتم شيئًا يا أهل الأحساء. مبدعون في كل المجالات..» أ.هـ.
وعندما نغيِّر اسم المركز ليكون مركزًا للإبداع الفني والحرفي فسوف يكون له شأن كبير كما يريد له كل مواطن في الأحساء وغير الأحساء.. فمثل هذا المركز الإبداعي سوف يحمل زخمًا من العطاء والفعل الفني الذي في الوقت نفسه يوثق لجماليات وإبداعات أرضنا الطيبة المعطاءة. كل ذلك سوف يثري المركز بوجود أعمال الفنانين المتميزين بإبداعاتهم جنبًا إلى جنب مع إخوانهم الذين يمارسون إنتاجهم الحرفي. وما أروع أن يتلاقح الإبداع الفني والحرفي تحت مظلة واحدة؛ ليُسهما في إثراء الإبداع الوطني.. وأن تظل أنشطته وفعالياته مستمرة بصورة مستدامة تحت اسم (مركز الإبداع الفني والحرفي بالأحساء). فهل نحقق ذلك؟ هذا ما نتمناه ونرجوه.