أ.د.عثمان بن صالح العامر
كما أن قيادتنا الحكيمة ودولتنا الأبية - المملكة العربية السعودية حامية جناب التوحيد وأس السلفية الوسطية الصحيحة وركنها الشديد - طهَّرت البيت الحرام من أدران الشرك وأرجاس الوثنية، وحرسته من كل معتد بغيض، بذلت جهدها في ذات الوقت لتطهيره صحياً بالنظافة والتعقيم من خلال برامج وقائية علمية مدروسة وتحت إشراف هيئات طبية متخصصة، ولذا بفضل من الله ثم بفضل الجهود الصحية الوقائية التي تبذل لم يسجل في رحاب الحرمين الشريفين أي حالة اشتباه بفايروس كورونا مع أنه يفد إلى هذه البقاع المطهَّرة في اليوم آلاف البشر من مختلف الجنسيات والأجناس والأعراق والألوان والعنصريات، والخلفيات المذهبية العقدية والثقافية، ولك أن تتصوّر لو سُجل حالة إصابة واحدة، ماذا سيقول المتربصون بِنَا الدوائر، دعاة الفتنة من حاسدين وحاقدين ومرجفين وخونة وعملاء مأجورين؟
لقد تعامل ولاة الأمر -وفقهم الله - مع هذا الوباء الخطير بذكاء، فكان منهم الحيطة والحذر الكامل مع أخذ كافة الاستعدادات لأي تطور يحدث سواء داخل الحرمين الشريفين أو في أماكن التجمعات المرشحة -لا سمح الله- لتوالد هذا الفايروس وانتقاله . ومما يسجّل للجهات التنفيذية والمؤسسات الحكومية ذات الصلة والاختصاص حزمها ودقتها وحرصها على الالتزام بالتوجيهات فور صدور الأوامر والتعليمات حرصاً على سلامة المواطن والمقيم والزائر.
ويبقى دور المواطن في التعاون مع الجهات المختصة ومساعدتهم في احترام التوجيهات واتباع الإرشادات، وعدم نقل الشائعات فضلاً عن تصديقها، والحرص على تجنب الأماكن المكتظة إلا عند الضرورة، والإبلاغ عن العائدين من إيران عبر الدول الخليجية الثلاث التي نصَّ عليها القرار (الكويت، الإمارات، البحرين) ففي التعاون والتكاتف والشعور بالمسؤولية الوطنية، والحرص على المصلحة المجتمعية حماية ووقاية للمجتمع بأسره من أن يسري فيه هذا الداء سريان النار في الهشيم كما هو الحال في كثير من بلاد العالم المتقدِّم منه والثالث على حد سواء -حمانا الله-.
على الجميع في هذه الأيام اللجوء إلى الله بالدعاء الصادق أن يزيل سبحانه وتعالى هذا البلاء الذي حل بالعالم، وأن يحمى بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية من كل شر وسوء ومكروه، وأن يديم عزنا، وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.. ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.