عبد الله باخشوين
** ها هو ذا يأتي إليك، صباحاً أزرق، أعاد الماء للماء، وحل فيه مطراً لروح تبوح.. دون غيم أو برق... لا شيء سوى عشق يرعد الروح.
كأن ماء الخليج يغتسل.. متكسراً على رمال ضفة ليست كالضفاف.
وكأن أشواقي تريد أن تبوح بهم قديم يشبه العشق.
أزرق كنت كلون الماء الذي يغتسل ويسل ما في ويغسلني.
كأني ليلة العيد أجلس القرفصاء وأمي تدلق الماء على ظهري
لتطهرني من كل آثام الطريق
ومن غبار الأصدقاء.
ثم هاأنذا آتي إليك فلا أجدك.. ولا أجد بقايا ما كان فيك من أضغاث أوهامك..
لا أجد غير الأزرق الذي نثرته على بابك كورق سدرة نثرتها حميدة على عتبة الباب.. وقالت لي:
- (اشقح... فلا خوف عليك) من بقايا حناء كفوف أمك).
فأشرت لبابك.. قالت:
- (إذا شقح يموت.. وإذا بقي فلا عاصم إلا الله).
كأنها تقول بـ(نذير) أخلي (قلعة الموت)..
التي -على ارتفاعها الوهمي- غسلها ماء الطوفان ومحا أثرها من الوجود.
نهض الأزرق من (طشت) غسيل أمي..
أزال عن عظامها آلام الروماتزم وقال:
- (ارقصي أو اركضي.. وحلي فيمن حللتِ وأزيلي عنه الأحزان).