صيغة الشمري
قبل أيام رحل بهدوء مهيب وصادم الرجل الذي أثرى علم الإدارة بتاريخ نجاحات لم يسبقه عليه أحد، تاركًا آلاف القصص والمقولات الملهمة والمحفزة لمن أراد النجاح في حياته وعمله، رحيل «جاك ويلش» كان مثل الصاعقة على قلوب محبيه في العالم، نظرًا لما يمثله لهم من قيمة في علم الإدارة لدرجة وصفهم له بالأسطورة أو «المدير التنفيذي للفرح» أو مدير القرن، الذي لا يعرفه الكثيرون بأن هذه الأسطورة الملهمة وصاحب النجاحات التي لم يصل إليها أحد قد بدأ عمله بكارثة إدارية قد لا تحدث لغيره إلا نادرًا ويبدو أن قدر العظماء أن ينطلقوا نحو مجدهم بعد سلسلة من التجارب الفاشلة التي قد لا يتحملها الشخص العادي، تم فصل «ويلش» في بداية حياته نتيجة انفجار سقف المكان الذي يعمل فيه حيث تم تحميله المسؤولية وطرد شر طرده، لكنه لم يستسلم ولم يخذل النداء الذي داخله بالتميز ليعاود الكرة في صعود سلم النجاح لتصادفه العوائق مرة أخرى لتجعله يفكر بترك العمل لولا محاولة مديره المباشر في ثنيه عن قراره ومطالبته بالصبر الذي بالفعل قد أثمر هذه المرة ليتدرج «جاك ويلش» في السلم الوظيفي بشركة «جنراك اليكتريك» محققًا معها قيمة نجاح لم يصل إليها مدير قبله على ظهر هذا الكوكب حتى الآن قافزًا بسعر أسهم الشركة 4000 في المائة فيما يشبه السحر أو المعجزة، ليحقق بعد تقاعده أعلى مبلغ يحققه موظف في العالم مكافأة نهاية الخدمة التي بلغت 417 مليون دولار، ويلش يجمع بين سمات القائد والمدير وهو يميل للقائد بشكل كبير حسب ما يراه المتخصصون في علم الإدارة، لما يتمتع به من قوة الشخصية والمبادرة ومسؤولية اتخاذ القرار، ويلش وضع نظامًا غير مسبوق في تأهيل المدير التنفيذي للشركة حيث يتم اختيار ثلاثة مرشحين يتنافسون على الفوز بالمنصب وعند فوز أحدهم يجب على الاثنين الآخرين الاستقالة حتى لا يجد الرئيس الجديد أي مضايقة أو حرج من قبل المرشحين الذين لم يتمكنا من الفوز وحتى لا تقع الشركة في ضغوط أو فراغ إداري عند رحيل رئيسها تحت أي ظرف، الموظفان المستقيلان يجدان آلاف العروض التي تناسب قدراتهما كونهما خريجًا مدرسة جاك ويلش، رحل جاك ويلش تاركًا عدة كتب مثرية وملهمة أهمها كتاب «الفوز» الذي حقق نجاحًا كاسحًا ليكون من أكثر الكتب مبيعًا في العالم، تاركًا كذلك عشرات المقولات التي بدأت تشكل خريطة طريق للكثير من القادة والمديرين الباحثين عن الفرادة والنجاح الكاسح ومنها:فلتكن لديك جينات الكرم» «كن سعيد بإعطاء الزيادات والمكافآت» «كن سعيد بترقية الناس واستمتع بنجاحهم»، رحل «جاك ويلش» تاركًا حجة دامغة على كل مدير يجعل موظفيه يرون مقر عملهم جدران سجن لا يعلو فيه سوى صوته البغيض!