سليمان الجعيلان
في (13 إبريل 2006) كتب الإعلامي الكبير والأستاذ القدير محمد العبدي في صحيفة الجزيرة مقالاً، كان بعنوان (اشتم الهلال وهاجم الجزيرة.. تجد نفسك في الإخبارية)، كشف فيه عن نقاش جمعه مع رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الأستاذ محمد جميل، بحضور الإعلامي الكويتي عدنان السيد، على هامش المؤتمر الدولي للصحافة الرياضية، حول استغراب ودهشة الأستاذ محمد جميل مما تابعه وشاهده في أحد البرامج الرياضية السعودية من هجوم وتهجُّم على نادي الهلال، ومحاولة تقليل وتقزيم نجوم الهلال، مارسها أحد الإعلاميين السعوديين غير المعروفين، ومن الذين وجدوا من الإساءة والإسقاط على نادي الهلال طريقًا وممرًّا سهلاً وسالكًا لدخول القنوات الفضائية، والظهور في بعض البرامج الرياضية. وهذا ما ناقشه وحذَّر منه وتمنى علاجه وسعى لإصلاحه الأستاذ محمد العبدي منذ ذلك الحين وقبل استفحاله؛ لعل وعسى ألا تتفشى حالة وظاهرة الانفلات الإعلامي تلك، التي ابتُلي بها الوسط الرياضي منذ ذلك الوقت، وتسببت في ظهور إعلاميين متفلتين ومتسلقين للشهرة عبر النَّيل من نادي الهلال ونجومه ورموزه وجمهوره، بأساليب بعيدة عن المهنية الإعلامية.. ليس هذا فحسب، بل بطريقة تثير السخرية والشفقة في آن واحد.. وهي عندما يظهر هؤلاء المتسلقون على أكتاف الهلال إعلاميًّا، ويرتدون ثوب الواعظين، ويلبسون رداء الناصحين، ويقومون بالتنظير حول الأخلاق الرياضية والمهنية الإعلامية وعدالة المنافسة، بينما هم أنفسهم قد دأبوا طوال تاريخهم الإعلامي على ترويج الكراهية، وتصدير العدوانية، وترسيخ المظلومية لمحاولة شيطنة نادي الهلال، وتشويه تاريخه، والتشكيك في بطولاته بعدما فشلوا في محاكاة إنجازاته ومجاراة بطولاته !!..
وفي (16 سبتمبر 2013) استضاف الزميل أحمد العجلان في برنامج (هذا هو) عبر إذاعة (UFM) الإعلامي الكبير والأستاذ القدير عبدالعزيز شرقي الذي يُحسب له في ذلك الحوار أنه تجرد من عواطفه، واحترم تاريخه، وانتصر لمهنته ومهنيته الإعلامية، وتحدث بالحقيقة المغيبة منذ سنوات طويلة عندما أعلن بصراحة متناهية أنه من خلال جميع الصحف التي عمل فيها، وفي كل المواقع التي تبوأ أعلى مناصبها، كانوا يتعمدون مهاجمة الهلال ونجومه وإعلامه بحثًا عن (التسويق وردة الفعل)، وهو ما كنا نعيشه ونعايشه في تلك الحقبة الزمنية من افتعال وتصدير مشاكل وقضايا نادي الهلال، واعتقد بعض العقلانيين أنه بعد اعتراف الأستاذ عبدالعزيز شرقي بتلك الممارسات والإساءات للهلال وللهلاليين أنها قد انقرضت واندثرت، ولكن يومًا بعد يوم نكتشف أنها استمرت بل توسعت من إعلاميين متأزمين، وجدوا واتخذوا من المنابر الإعلامية وسيلة لترسيخ التعصب للميول الرياضية، والانسلاخ من الأخلاقيات المهنية الإعلامية، تارة بالإساءة للهلال، وتارة أخرى بقلب الحقائق لتشويه بطولات الهلال، والتشكيك بها!!..
وعلى كل حال، أفهم وأتفهم أن يكون نادي الهلال باب رزق لبعض الأندية، وأفهم وأتفهم أن قدر نادي الهلال أن يصبح طريق شهرة لرؤساء وأعضاء شرف بعض الأندية، وأفهم وأتفهم أن الهجوم والتهجم على نادي الهلال هو أقرب وأفضل وسيلة للوصول والعمل في المنظومة الرياضية، ولكن الذي لا يمكن فهمه، وليس من المعقول أو المقبول حدوثه، أن مغردًا مغمورًا ومجهولاً يكتب تغريدة كلها إساءات وإسقاطات واتهامات وتجاوزات على نادي الهلال ورموزه وجمهوره، وتصل هذه التغريدة للترند بسبب النقاشات والانتقادات حولها؛ فيتم تسمية كاتبها المغمور والمجهول إعلاميًّا، بل يجد مَن يحتضنه ويصدره للقنوات الفضائية والبرامج الرياضية دون أن يعمل بالصحافة أو يمارس الكتابة، في ظاهرة تستحق الدراسة، وفي الوقت نفسه تحتاج للمعالجة السريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة الإعلام الرياضي السعودي التي شوهها وأساء إليها الصحفيون المتفلتون سابقًا، والإعلاميون المتسلقون حاليًا، الذين لم يستفيدوا أو يستفيقوا من الضربات الهلالية الموجعة، والصفعات المؤلمة المتكررة والمستمرة لهم، من خلال صعود لاعبي الهلال المنصات، وتحقيق فريق الهلال البطولات!!