د.عبدالله مناع
أخيراً وبعد طول انتظار فلسطيني وعربي.. أعلن «الاتحاد الأوروبي» في السابع عشر من شهر فبراير الماضي عن: (اعترافه) رسمياً بـ(دولة فلسطين) على حدود الرابع من يونية من عام 1967م، وذلك من خلال استلام وزير الخارجية الفلسطيني «رياض المالكي» نسخة من أوراق اعتماد ممثِّل الاتحاد الأوروبي الجديد لدى «فلسطين»: السفير «ستفن كوهان بورجسورف» في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية في (رام الله).. حيث رحب به وزير الخارجية الفلسطيني «رياض المالكي»: (مشيداً بـ(العلاقات) المتميزة بين (فلسطين) والاتحاد الأوروبي.. ومثمناً الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للمؤسسات الفلسطينية في مختلف المجالات)، وقد أعرب السفير بورجسورف - في المقابل - (عن سعادته بالمهام الموكلة إليه.. مؤكداً أنه سيعمل بكل طاقاته من أجل تعزيز وتطوير العلاقات مع «فلسطين»، مشيراً إلى استمرار دعم «الاتحاد الأوروبي» لشعب والحكومة الفلسطينية)..؟!
لكن الأمر لم يتوقف عند حدود المجاملات الديبلوماسية بين الوزير «المالكي» والسفير الأوروبي «بورجسروف»، فقد تزامن مع قرار الاعتراف) وإيفاد السفير «بورجسروف» إلى رام الله صدور قرارين لا يقلان أهمية عن قرار الاعتراف الأوروبي بدولة (فلسطين): الأول عن «صفقة القرن» التي أعلنها الرئيس «دونالد ترامب» في الثامن والعشرين من شهر يناير الماضي، و(الثاني) عن (حل الدولتين) واللذين يتباين موقف الرئيس ترامب بين القبول والرفض، وهو ما جعل وزير الخارجية الفلسطيني (رياض المالكي).. يتوسع في التعقيب.. عليهما عندما قال: (إن البيان الأوروبي.. يمثِّل انتصاراً للشرعية الدولية، ودبلوماسية العدالة) وهو يشيد بتلويح الاتحاد الأوروبي بـ(اتخاذ إجراءات عملية ضد إسرائيل إذا قام رئيس الوزراء الإسرائيلي - نتنياهو - بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وفرض السيادة عليها)!
مؤكداً على التزام «الاتحاد الأوروبي» بـ(حل الدولتين) عن طريق المفاوضات.. وعلى أساس حدود يونية من عام 1967م.. بل وأضاف «بوريل» قائلاً: (إن مبادرة الولايات المتحدة - وهو يعني ما يُسمى بـ(صفقة القرن) - تبتعد عن هذه «المعايير» المتفق عليها دولياً)..! وهو يدعو كلا الطرفين - الفلسطيني والإسرائيلي إلى إعادة التواصل، والابتعاد عن أي أعمال أحادية تتعارض مع القانون (الدولي)..!
فالقراءة الأولى لـ(بيان اعتراف الاتحاد الأوروبي) بـ(الدولة الفلسطينية) على حدود عام 67م في السابع عشر من شهر فبراير الماضي وإن بدا معارضاً وبحدة لمشروع صفقة القرن الأمريكية التي تم تقديمها أمريكياً قبل ذلك بشهر.. إلا أنه يجدد التأكيد على «القانون الدولي»! الذي أقرَّته منظمة الأمم المتحدة، وأجمعت عليه الشعوب المحبة للسلام منذ قيام المنظمة في عام 1947م وإن لبس قرار (الاعتراف الأوروبي).. ثوب «المواجهة» مع مشروع (صفقة القرن) الأمريكية! إلا أنه أكد من جانب آخر أن أوروبا.. أو (القارة العجوز) كما تسميها الولايات المتحدة الأمريكية هي (صمام) الأمن والسلام في العالم بمعرفتها السياسية وطول خبرتها..!
أما الآن.. وبعد صدور قرار اعتراف الاتحاد الأوروبي المنتظر بـ(دولة فلسطين)، وإيفاد السفير «بورجسروف» ليكون ممثلاً للاتحاد الأوروبي في «رام الله».. فإن الكرة كما يقولون لا بد وأن تنتقل إلى الملعب (الفلسطيني) للذهاب إلى انتخابات تشريعية فلسطينية والتي سيعقبها انتخابات رئاسية وفقاً للخطة التي أعلنها الرئيس محمود عباس، وكلّف فيها المستشار (حنا ناصر) بـ(رئاسة لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية) لتضع نتائج تلك الانتخابات نهاية لـ»الجدل».. البيزنطي العقيم بين «فتح» و»حماس».. فلم يعد في الوقت الفلسطيني متسع لهذا التعنّت الفلسطيني المخجل بين الفصائل!
وأحسب أنه من واجب (الدولة الفلسطينية مع استكمالها لبناء مؤسساتها الوطنية أن تجعل من يوم السابع عشر من فبراير من عام 2020م يوماً وطنياً للاحتفال بـ(استقلال الدولة الفلسطينية وقيامها).. لأنه كان يوم الحسم الذي تحولت معه الأماني والأحلام إلى حقيقة على أرض الواقع!