د. أحمد الفراج
وأخيرًا عاد المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن بقوة، بعد أن وقف الحزب ومعظم وسائل الإعلام الكبرى خلفه في انتخابات ولاية جنوب كارولينا، وكما توقع المعلقون، أعطاه هذا الفوز قوة دفع كبرى في انتخابات يوم الثلاثاء الكبير، الذي صوتت فيه 14 ولاية، من ضمنها ولايات مهمة، مثل تكساس وكاليفورنيا، وحتى كتابة هذا المقال، فاز بايدن في 9 ولايات، وفاز منافسه الأبرز، برني ساندرز، في 3 ولايات، وكان واضحًا أن الحزب الديمقراطي والإعلام المساند له، يراهن على أن بايدن يستطيع مقارعة الرئيس ترمب، وهو رهان محفوف بكل المخاطر، ولكنهم لا يُلامون في ذلك، فبايدن هو أفضل الموجود في الساحة الديمقراطية، التي تعاني فقرًا شديدًا في توفر ساسة عيار ثقيل، من شاكلة باراك أوباما وبيل كلينتون، ويجب التذكير بأن الطريق طويل، فبانتهاء انتخابات الثلاثاء الكبير، تكون 18 ولاية قد صوتت، وبقي تصويت ولايات أخرى، بعضها مهم، مثل ولاية نيويورك، ولكن الصورة اتضحت بشكل كبير.
انتخابات الثلاثاء الكبير كانت صادمة للمرشح البليونير، مايكل بلومبيرج، الذي سقط سقوطًا مروعًا، جعله ينسحب من السباق فور ظهور النتائج، ثم أعلن دعمه لبايدن، وذلك بعد أن أنفق أكثر من 500 مليون دولار، وهو مبلغ ضخم، لم ينفق مثله أو قريب منه أي مرشح آخر، وكان سقوط المرشحة، اليزابيث وارين، التي تطمح في أن تخلف هيلاري كلينتون، وتكون أول رئيسة للولايات المتحدة مدوّيًا أيضًا، فقد خسرت حتى في ولايتها!، وهو أمر نادر الحدوث، أن يخسر المرشح ولايته، ويتوقع أن تنسحب من السباق في أي لحظة، ففرصتها أصبحت ضئيلة للغاية، وبهذه النتائج، ومع انسحاب بلومبيرج، وقبله المرشح الشاب، بيت بوتيجيج، والمرشحة إيمي كلوبشار، انحصرت المنافسة بين جوزيف بايدن، مرشح الحزب المفضل، وبرني ساندرز، الذي يبلي بلاءً حسنًا، ويتقد حماسًا، رغم عمره المتقدم، وستكون منافسة شرسة، وسنواصل الحديث!.