حماد الثقفي
لا يزال العالم متوجساً خيفةً من الإقدام على العديد من أسواق الاستثمار في ظل التراجعات العالمية بعد كورونا الصيني، لكن للإقدام رجاله، ممن يمتلكون شروط المستثمر القوي، وهو ما يُطلق عليهم عمالقة الاقتصاد، ولما لا والمملكة تتربع بتريليوناتها على قمة العالمية، باستثمارات اعتمدت رؤيتها الحالمة على الموارد الطبيعية التي حبانا الله بها، وسواعد أبنائها، خاصة أن قطاعات الطاقة والمواد الأساسية والبنوك بدأت تُعطي انعكاسات إيجابية، لكن من الضروري مراقبة حركة السوق بعين الراصد، حيث يُتوقع ارتفاع أسعار أسهم قطاع الطاقة والمواد الأساسية في سوق الأسهم مع إعلان تدشين «عصر جديد» من الغاز بـ #تطوير_أكبر_حقل_بالمملكة، باحتياطات تريليونية، في ظل توقع زيادة الطلب على الغاز بنسبة تقارب 50 في المائة بحلول عام 2040، إضافة إلى أهميته في مد قطاعات التصنيع وخلق فرص عمل، مُساهماً في تحرير مليون برميل تقريبًا من النفط ومشتقاته، وموفراً صافي دخل سنوي 32 مليار ريال، ورفد الناتج المحلي (75 مليار ريال) سنوياً، بطاقة احتياطية حجمها 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز الرطب، واستثمارات تصل إلى 110 مليارات دولار، ليبدأ إنتاجه مطلع عام 2024، وتخصيص إنتاجه للقطاعات المحلية في الصناعات والكهرباء.
وهو ما سيكون له الأثر الاقتصادي الكبير على الوطن والمواطن، بنقلة نوعية تشهدها المملكة في ظل الرؤية والقيادة الحكيمة لجعل السعودية في مصاف كبريات الدول بالعالم، وتزامناً ورئاستها لقمة مجموعة g20 مما يُعد مفخرة للعملاق السيدة «أرامكو» بما يُدعم المكانة الرائدة للمملكة في قطاع الطاقة العالمي، ويُسهم في تحقيق هدفها لتكون أكبر شركة طاقة وكيميائيات متكاملة على المستوى الدولي بعدما تغيرت استراتيجيتها مطلع عام 2019 وحولتها من شركة تستخرج الغاز للاستهلاك المحلي إلى شركة تصدر الغاز خارجيًا وجعلها اليوم بلا شك تُغير مستقبل المملكة لتجعله أكثر إشراقًا وأكثر قوة، لتسبق احتياطاتنا المقدرة بـ507 تريليونات قدم مكعبة (كانت الاحتياطات المثبتة سابقاً 307) أميركا بحوالي 43 تريليون قدم مكعبة، حيث تنتج الأخيرة احتياطي 464 تريليون قدم مكعبة من موارد الغاز الطبيعي المؤكدة، وتضم حوالي 308 تريليونات قدم مكعبة من موارد الغاز الصخري، لتُزيحها المملكة بجدارتها التريليونية عن رُتبتها الرابعة، وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، بل وسبقت به المملكة دولاً عًظمى أوروبية لم تبدأ بتطوير احتياطاتها من الغاز الغير تقليدي واستيراده من روسيا، علماً بأن ثاني أكبر احتياطات للغاز الصخري في الجزائر، التي لم تبدأ في استثماره بعد، كما أن دولة الإرهاب الفارسية (إيران) تمتلك احتياطات غاز تقليدي وغير تقليدي خلال 40 عامًا، لم تستثمر فيه أبداً وما زالت تستورده من بلاد تركمستان.
إذاً نمتلك بحيرة غنية بالغاز غير التقليدي يحتاج استخراجه وسائل علمية وتقنية متقدمة تُعرف بالتكسير الهيدروليكي، للحفر تحت ضغط عالٍ جداً داخل طبقات المكمن مما يؤدي إلى تكسيره وإخراج الغاز المحبوس بين الصخور، ليُصبح «حقل الجافورة» أحد المكامن المهمة بالسعودية بل والعالم، بمنطقة الأحساء، بطول 170 كلم وعرض 100 كلم، لتكون الجافورة وسام وتاج سيتم تشغيله بكامل طاقته التي يُتوقع أن تصل إلى 3 مليارات قدم مكعبة في اليوم عام 2036.. حفظ الله الوطن مليكاً وشعباً وجعلنا بالله ودينه خير أُمة.
** **
* المدير الإقليمي بالقطاع الغربي لشركة علم لأمن المعلومات