محمد آل الشيخ
في تقديري أن الفزع والخوف الذي يجتاح العالم بسبب تفشي فيروس كورونا ليس له ما يبرره، فهذا الفيروس أولا ليس قاتلا بالضرورة، فنسبة من يموتون بسببه لا تتعدى الخمسة في المائة إذا لم تكن أقل، وهناك كثير من الأمراض التي تصيب الانسان أشد خطورة من هذا الفيروس. كما أن هناك أنباء بدأت تتواتر تؤكد أن علاجا وكذلك لقاحا لهذا الوباء على وشك أن يبتكر، وهو في طور التجربة الآن.
خطورة هذا الفيروس تكمن في سرعة انتشاره، بالشكل الذي جعل انتشاره هو المشكلة التي تعاني منها الأجهزة الطبية في العالم، فهم على ثقة أنهم سيتوصلون إلى علاج له في نهاية المطاف، لكنهم يخشون أن ينتشر المرض ويتجذر ويثخن في بني البشر قبل أن يتوصلوا إلى دواء له، وهنا بيت القصيد ومربط الفرس.
فالقضية هي كما يقولون قضية سباق، هل يتم حصاره وتطويقه قبل أن تكون أضراره كارثية، أم أنه سيدمر فئات من البشر قبل التوصل إلى علاج؟.. لذلك لجأت الدول إلى نشر الوقاية لتطويق انتشاره قدر الإمكان، وعزل المصابين به حتى يمكن إيجاد علاج له. أضف إلى ذلك أن المؤشرات المتوافرة بين أيدينا تقول إن انتشاره مؤخراً هو في تناقص نسبي، وبالذات في الصين التي منها انتشر إلى بقية العالم، كما أن أعداد من يتشافون منه تتزايد، ما يعطينا أملاً في إمكانية السيطرة عليه نسبياً.
ومن المطمئن لنا نحن السعوديين أننا من أواخر الدول التي وصل إليها الفيروس، واستعدادنا الوقائي جيد حتى قبل أن يصل إلينا، فالسلطات الطبية الوقائية كانت على أهبة الاستعداد للتعامل مع هذا الوباء منذ فترة، أضف إلى ذلك أن المملكة لديها خبرة جيدة في التعامل مع هذه الأوبئة بالشكل الذي يميزها عن غيرها، بسبب الحج والعمرة، فلدينا بنية تحتية معرفية إضافة إلى الأجهزة والمعدات التي تجعلنا من أوائل الدول من حيث القدرة على التعامل مع هذا الوباء، ومحاصرته، بالشكل الذي يجعل المملكة في المحصلة من أقل الدول المتضررة من هذا الوباء، بعكس الدول التي داهمها على حين غرة، وكان انتشاره في بيئتها سريعاً.
كما أن هناك كثيراً من الخبراء المتخصصين في هذه المجال يؤكدون أن انقضاء فصل الشتاء سوف يساعد بشكل جوهري على محاصرة انتشار هذا الوباء، إذ إنه يحتاج إلى أجواء باردة لينتشر؛ ولذلك فإن انتهاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع ومن ثم فصل الصيف سيساعد في تطويق انتشاره.
خطورة هذا الفيروس تكمن في تأثيراته الاقتصادية، والتي عكستها بوضوح بورصات أسواق المال، والخسائر الكبيرة التي منيت بها؛ ومثل هذه الخسائر سيكون بالإمكان تعويضها، وبسرعة، متى ما استطاعت شركات صناعة الدواء إيجاد لقاح له، كما هو متوقع. غير ذلك ليس ثمة ما يثير الفزع والهلع.
إلى اللقاء