د. صالح بن سعد اللحيدان
1/ يقال : انكسف / خجل واستحيا
2/ ويقال : انكسف / فشل في أمرٍ ما
3/ وانكسف / ارتد خائباً
4/ وانكسف / هو القلق مع شدة الحيا
5/ ويقال : اكسف / زال بعضه
6/ وانكسف / ذهب رونقه قليلاً
7/ والإنكساف هكذا / الارتداد أو الزوال
8/ وينكسف / يخجل ويضعف
9/ والكسوف / زوال مؤقت أو دائم حسب الحال
10/ والإنكساف / يتعلق بالحس كما يتعلق بالمعنى
11/ وإنكسفت الأرض / زال ما عليها
12/ وإنكسفت الشجرة / مالت وضعف ساقها
13/ وانكسفت نفسه / ضعفت وأصابه هم
والانكساف / لغة سماعية ويعتري هذه الكلمة التعاريف حسب الحالات
ومن ذلك ينكسف، تنكسف، ينكسوفون، وهكذا، والكسوف من الناحية الفلكية هو ( كسوف الشمس ) يُراد ذهاب ضوئها أو بعضه، وهذه الظاهرة حسب المقاييس الزمنية وكذا الظرفية قد يُعلم عنها قبل حدوثها بتتبع منازل الشمس والسبب هنا (مادياً صرفاً) أي الكسوف أو العلم به قبل حدوثه والسبب المادي يختلف كلية عن (العلة) يختلف اختلافاً جوهرياً كحال الخسوف للقمر ذلك أن السبب أو الأسباب تعلم قبل حصول النتيجة، مثال ذلك هناك طالب لا يذاكر ولا هو يراجع دروسه وذلك قبل (الامتحان ) فإنه هنا سوف (يرسب) فهذا سبب مادي صرف، لكن العلة هنا قد تكون غامضة مثلاً تربيته في البيت سيئة أو أنه أصلاً يقل ذكاؤه عن (40 %) أو أنه لا يرغب الدراسة أصلاً، ومثال آخر يعلم من الحال أن هذا سوف يحصل بعد زمن ما.. شهراً أو شهرين أو قل سنة كالذي أصيب بمرض لأنه يأكل ماهو ضار به بالكبد أو المعدة أو القولون مثلاً فالطب يذكر له أنه سوف يمرض لكن لا يأبه ولا يسمع نصحاً ولا توجيهاً فهنا بعد فترة يصاب بمرض ما.
فكسوف الشمس يعلم حصوله حسب الحساب الفلكي، يعلم بمدة معينة لكن قبل حدوثه بشهر أو قل ثلاثة أشهر فهذا سبب مادي ظاهر
لكن لماذا ؟
ماهي العلة ؟
هنا : العلة خافية فقد تكون لتذكير الخلق أو العباد بماهم عليه من أخطاء سواء الحسي منها أو المعنوي وبما هم فيه ليحذروا، وهذا يحتاج إلى شدة تأمل وقوة تدبر والموازنة بين العقل والعاطفة على الغريزة الخلقية أو الفطرة الكونية وعلى أساس ذلك يكون العقل الجبلي أو العقل الفطري هو المتدبر وتتبعه العاطفة لقوة سيطرة العقل على العاطفة في هذه المواقف والحالات سيطرته بالقوة ذلك أن العاطفة تسقط حيلها وتسقط خداعاتها أمام ظاهرة كونية لا بد من سبب لها ولا بد من علة لها لاتريم.
والتعلق بالسبب ضعف أو هو فقر في آليات القراءة لكون المتطور مالم يكن (الإنسان) يرى الحياة من خلال رؤية ضيقة جاءت إليه بفهم ناقص وعور عقلي بين.
ولهذا جاء قوله تعالى لبحث العلة مقترنة بالسبب لكن عن طريق تدبر العقل الحر {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}.
وقد حدثني أحد الزملاء على سبيل المثال في الطب النفسي وقد عاينت هذا في القضاء أن بعض الأمراض كالسرطان مثلاً أو مرض كثرة التفكير والعناد أمام الأحداث كالديون ومرض الاكتئاب الحاد ونشدان الرئاسة أن هذا حصل بسبب دعوة (مظلوم) فالسبب هنا واضح جداً لكن العلة أنه لم يعترف أحد إلا ما ندر أن ذلك قد حصل يعلمه (الظالم) دون سواه.
فالمرض سبب ظاهر والعلة حصول الخطأ على ضعيف أو غافل أو مسكين، أو من أُسيء فهمه فناله الجزاء دون وجه حق، ولهذا جاء في الصحيح (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) أي إجابة من فزع إلى الله ولجأ إليه في حال ضرر أو عداوة لم يستطع ردهما، فالتفريق بين السبب والعلة في حال الكسوف أمر ظاهر وتغليب وذكر السبب دون العلة هذا أمر شائن مشين في (دهاليز) الفطرة وعمق رؤية العقل الفطين، ومن أجل وجهة طبية جيدة فهناك فرق شاسع كبير بين (المرض والعرض) فالظاهر للعيان إنما هو (عرض) لكن المرض وهو العلة هو الخافي (فالتيفويد) وهو (حمى الدم) عرض لكن العلة هو شرب الماء الملوث أو أنها بسبب (مكروبات) أخرى خفية وهكذا.
وهكذا هي الحال في الحياة أنه من الضروري علمياً وجوب التفريق بين الأسباب والعلل.