* مفتتح: يظل الوفاء سحابة ماطرة على رؤوس الأوفياء لا يتوقف هطولها أبد الحياة؟
* بداية: من الصحبة الخيرين الأوفياء الذين عرفتهم وتعاملت معهم سابقاً ولاحقاً، الكاتب الأديب الباحث المؤلف الأستاذ: حمد بن عبدالله القاضي، رئيس تحرير المجلة العربية سابقاً وعضو مجلس الشورى سابقاً، وأمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية حالياً، عرفته في العاصمة الرياض في أواخر السبعينات الهجرية، شاباً نشطاً، محباً للعلم والعلماء، والأدباء والمثقفين، على خلق وتواضع واستقامة، وفياً مع أصدقائه وزملائه ومحبيه.
* وتوطدت هذه المعرفة أكثر عند تسلمه رئاسة تحرير المجلة العربية، التي ازدهرت وتألقت في عهده وضاهت في مسيرتها الأدبية والثقافية العديد من المجلات الأخرى.
* ولم ينس القاضي زملاءه ورفاق دربه من الكتاب والأدباء والشعراء، وكان دائم السؤال عنهم، وهي صفة لا يمثلها إلا طلاب العلم والعلماء، مخالفاً بذلك غيره ممن يتوارون عن الأنظار عند تقلدهم أيًا من المناصب؟ ويتناسون ماضيهم ومن عاصرهم فيه.
* وللقاضي سيرة عطرة فقد أسهم في ميدان الكتابة والثقافة الاجتماعية والإنسانية بالصحف والمجلات وإلقاء العديد من المحاضرات في الشؤون الاجتماعية والثقافية والوطنية، وهو من ذوي التأهيل العالي وممن تقلب في العديد من الأعمال، حصل من خلالها على العديد من الخبرات، وقد شارك ومثَّل المملكة في العديد من الندوات والمؤتمرات والوفود الثقافية والإعلامية والاجتماعية داخل المملكة وخارجها، وله العديد من المؤلفات بين ثقافية واجتماعية وإعلامية.
* ومما أسعدني ويسعدني هذه الأيام أن أهدي إليَّ بعضاً من مؤلفاته منها:
* د. (عبدالعزيز الخويطر... وسم على أديم النزاهة والوطن).. ويقع في (207)ص من القطع المتوسط، في طبعته الأولى عام 1436هـ، احتوى على السيرة العطرة لرجل عظيم في علمه وعمله، وسيرته الرائدة في خدمة الأمة والوطن والقيادة، وهو كما قال عنه المؤلف في كلمته (إضاءة بين يدي الكتاب ص (9) (هذا الكتاب هو توثيق لبعض جوانب حياته وسجاياه وآثاره وحديث عن جوانب تتعلق بكتبه وعطاءاته الثقافية، فضلاً عن مواقف تستحق التسجيل وحكايات جديرة بالتدوين، كما اخترت في نهاية الكتاب من بعض ما كتبه الأوفياء عنه مما قدر لي أن أطلع عليه).
* ويعد الخويطر من أوائل السعوديين الذين حصلوا على درجة الدكتوراه من بريطانيا ويعتبر عميد الوزراء السعوديين، وهو رجل دولة وسياسية، تقلد العديد من المناصب الوزارية من أهمها وزارة المعارف التي أمضى وزيراً لها (21) عاماً، ووزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء، وكان مخلصاً وأميناً في خدمة أمته ووطنه، وقدم من الإنجازات ما حفلت به سيرته الطويلة المشرفة، وله العديد من المؤلفات المهمة في التاريخ والتراث والأدب منها:
* عثمان بن بشر.
* من حطب الليل.
* الملك الظاهر بيبرس.
كما قام بتحقيق:
* كتاب الشيخ أحمد المنقور.
* والروض الزاهرفي سيرة الملك الظاهر.
* ومن نتاجه الأدبي :
* كتاب (أي بني) وهوبمثابة سيرة تراثية متكاملة .
رحم الله الدكتور عبدالعزيزالخويطر وأسكنه فسيح جناته.
********
* (قراءة في جوانب الراحل د. غازي القصيبي الإنسانية) الطبعة الرابعة عام 1436هـ ويقع في (80) ص من القطع المتوسط. احتوى على مواقف فريدة من جوانب حياته العملية والإنسانية والثقافية والأسرية والوفاء لزملائه وأصدقائه ومحبيه وتعهدهم بالسؤال والتواصل، وريادته في المناصب التي تقلدها وإخلاصه لأمته ووطنه وقيادته.
* والحديث عن الدكتور غازي القصيبي حديث ذو شجون قد لا يتسع المجال للاسترسال حوله، فالدكتور القصيبي - رحمه الله - شاعر وأديب وأكاديمي وسفير ووزير، ولا نبالغ إذا قلنا إنه كان مبدعاً في شعره، عظيماً في أدبه، متميزاً فوق العادة في دبلوماسيته وحكيماً محنكاً في إدارته، بل ويعد مدرسة مستقلة في كل ما سبق.
* وقد كتب القصيبي وألَّف في التنمية والإدارة والشعر والقصة، ومن أهم مؤلفاته:
* في التنمية: (التنمية الأسئلة الكبرى).
* (حياة في الإدارة)، وقد نال هذا الكتاب شهرة واسعة جدًا على مستوى العالم العربي.
* وفي القصة والرواية:
* شقة الحرية.
* العصفورية.
* أبوشلاخ البرمائي.
* حكاية حب.
* وفي الشعر:
* يعتبر غازي القصيبي بلا منازع سندباد الشعر السعودي الحديث، وقد ترجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية من ديوانه (الشرق والصحراء).
* ومن أهم دواوينه الشعرية:
* أشعار من جزائر اللؤلؤ.
* قطرات من ظمأ.
* أنت الرياض.
* عقد من الحجارة.
* يا فدى ناظريك.
* مرثية فارس سابق.
* وأختم هذه السطور عن الوزير الأديب الشاعر الرائد د. غازي القصيبي بكلمات كتبها المؤلف عنه بعنوان إضاءة ص (11) ((إن الناس عرفوا د. غازي القصيبي وزيراً وسفيراً وأديباً واقتصادياً وسياسياً إلى آخر صفاته ومهامه، ولكن قليلاً منهم عرفوه (إنساناً) تفيض دمعته وتسهر مقلته، ويسخِّر الكثير من جاهه ووقته لمؤازرة محتاج وإغاثة ملهوف ومسح عبرة يتيم وإقالة عثرة معاق)).
* خاتمة: كانت هذه قراءة وجيزة لسيرة ومسيرة وزيرين بارزين على مستوى الدولة، خدما الأمة والوطن والقيادة، خدمة تجلت بالريادة والإنجاز في جميع المناصب التي تقلداها خلال مسيرتهما العملية الموفقة، وكانا صورة ناصعة للإخلاص والتفاني والنزاهة.
* والدعاء والثناء نجزيهما لمؤلف الكتابين الأديب حمد القاضي والذي خصص ريع كتبه ومؤلفاته جميعها لجهات خيرية رغبة فيما عند الله من الأجر والمثوبة، وهي فكرة إنسانية غير مسبوقة في عالم المؤلفين، فجزاه الله خيراً وجعل ذلك في ميزان حسناته، وقديماً قال الشاعر:
o وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداهُ
o فلا تكتب بكفك غير شيءٍ
يسرك في القيامة أن تراهُ
** **
- علي خضران القرني