د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
الحكم على البلد من خلال أعمال أبنائه في شتى المجالات أو النجاحات يأتي من المدربين والآباء والمعلمين والمعلمات الذين ينفخون في أرواح الشباب والشابات الحيوية والثقة بالنفس ورفع الروح المعنوية والتنافس الشريف، عندها يحصلون على الإعجاب من الوطن ومن مجتمعه بمختلف فئاته وطبقاته الاجتماعية والثقافية، ويولد التنافس الشريف المهارات والمبادرات. وهذا يقود إلى القيم المجتمعية، مهما كانت قديمة وموغلة في التاريخ فإنها تستمد قوتها وقيمتها من ذلكم العمق التاريخي، ولولا أولاكم الأجداد الذين ورثوها للأجيال لما كانت بين ظهرانينا حتى اليوم، فدعك ممن يقول هذه مسائل قديمة أو قضايا عفى عليها الزمن، لا بل هي قيم شامخة يرتكز عليها الجيل بعد الجيل مثلما ارتكزت عليها الأجيال السالفة.
لا ننسى أن ليس القدرة على الفوز بل القدرة على الإعداد له، ومن تجارب الأمم التي صرح بها قادتهم أنه كلما خففت العبء على الناس ازداد إنتاجهم، الذي يصب في نهاية الأمر في القدرات الوطنية، ويمكن لنا أن نتصور العكس لو أثقلت عليهم بأحمال لا يطيقونها. وبلداننا لها القدرة على أن تقود وتغير العالم على نطاق واسع لأنها مبنية على أرض صلبة وأساس مكين، لقد وعدنا الخالق عز وجل بالتمكين في الأرض، وهذه المفردة تتجاوز معناها اللغوي الصرف إلى مدلولات ومفاهيم عظيمة بعيدة المدى، فعلينا أن نعيها ولنزرع الثقة في أنفسنا ليثق بنا الآخرون.
الحقيقة جميلة وحلم المستقبل أجمل، يعيش شبابنا وشاباتنا عصرًا ذهبيًا متمثلاً في التقنية وقوة وسرعة الاتصالات والتقريب بين الأفراد والجماعات والمجتمعات، كل ما ينصح به الجيل الواعد الاستفادة من التقنيات استفادة إيجابية في كافة مناحي الحياة: في المنزل وفي المدرسة وفي المؤسسة وفي الطرقات وفي الأسواق، والابتعاد عن مضيعة الوقت فيما لا يفيد واستثمار التقنية في استغلال الوقت وتقريب المسافات والارتقاء بالأجيال إلى مستويات عالية من العلم والثقافة مع الاحتفاظ بالقيم العظيمة لمجتمعاتنا المستمدة من الكتاب والسنة، إن استطعنا المواءمة بين العلم والتقنية وبين القيم والمبادئ الشرعية فلن نهزم وسنمكن في الأرض ونسيطر على مواردها المتعددة إلى ما شاء ربنا سبحانه وتعالى.