د. عبدالرحمن الشلاش
كورونا الفيروس الذي ضرب عدداً من دول العالم وتسبب في منع السفر وإقامة المحاجر الصحية، ومنع المشتبه بهم من الدخول لأكثر من دولة، هذا الفيروس أثبت تقرير منظمة الصحة العالمية خلو المملكة منه تماماً بحمد الله، ورغم هذا التقرير المطمئن إلا أن المملكة بأجهزتها كافة وبتوجيه من القيادة العليا استنفرت كل جهودها وإمكاناتها لمنع تسرّب كورونا أو نفاذه إلى داخل الحدود في خطوات استباقية لتوفير حزام الوقاية بعد لطف الله وخصوصاً أن هذا البلد المبارك مقصد للحجاج والمعتمرين من كل بقاع الأرض والزوار والقادمين للسياحة. إن اتخاذ هذه الإجراءات ضرورة، بل واجب وطني وقد بادرت إلى فعله الدولة لحماية المواطنين والمقيمين خصوصاً وأن نسبة انتشار الفيروس صفر، علاوة على ذلك سخَّرت كل الإمكانات الصحية للتوعية بالفيروس وطرق الوقاية منه.
إن خلو المملكة -بحمد الله- من الفايروس يؤكد على سياسة الدولة الموفقة تجاه القطاع الصحي ودعمه بكل الإمكانات المادية والبشرية والحرص الكبير على صحة المواطنين والمقيمين، وعزل المناطق والمدن والتجمعات البشرية عن أي احتمالات لانتشار الأوبئة ومنها كورونا بعزل من يشتبه فيهم من القادمين، ويدعم هذه الإجراءات الاحترازية عالية المستوى الإيمان العميق بلطف الله وعنايته ثم تطبيق المزيد من الإجراءات تماهياً مع التطورات المحتملة، وخصوصاً أن الفايروس ينتقَّل بواسطة مسافرين قادمين إلى منطقة الخليج من دول الشرق ومنها الصين وإيران، وقد تتوسع الدائرة بدخول دول أخرى مستقبلاً.
ومن جهة أخرى يؤكِّد خلو السعودية من كورونا وكثير من الأوبئة -بعد فضل الله- تطور القطاع الصحي، وهذا أمر ملموس وليس من بنات أفكاري، فتحسّن الخدمات الطبية أمر يلمسه أي مراجع للمستشفيات أو المراكز الصحية، وسأذكر هنا بعضاً من الخدمات الجديدة ومنها صرف العلاج مجاناً عن طريق «وصفتي» بتحويل المرضى للصيدليات التجارية في خطوة جميلة سيزيدها جمالاً التوسع فيها بتعميمها أكبر عدد من الصيدليات، ومن الخدمات المريحة طريقة حجز المواعيد وبفترة زمنية وجيزة، وتحويل الحالات العاجلة من المراكز الصحية ومن المستوصفات والمراكز الأهلية ودعم أقسام الطوارئ في المستشفيات الكبرى لتكون جاهزة لاستقبال الحالات الحرجة، والحالات التي لا يمكن علاجها في المراكز والمستوصفات.
هذه التطورات والتحسينات وفي مقدمتها خلو السعودية من كورونا تحتم علينا شكر معالي وزير الصحة وفريق عمله في الوزارة وكافة المناطق على جهودهم وعملهم المستمر.