علي الخزيم
هو الجهبذ العبقري الألمعي الوطني المخلص لقيادته ودينه وعقيدته ووطنه الأستاذ الدكتور: علي بن عبد الله الدفاع التميمي، من مواليد محافظة عنيزة بالقصيم عام 1362هـ - 1943م، كان بين التلاميذ الأذكياء بالمراحل الابتدائية والمتوسطة بعنيزة؛ ومن المتفوِّقين بالمرحلة الثانوية ما استدعى ابتعاثه للدراسة الجامعية بالولايات المتحدة بمجال اقتصاديات البترول إلا أنه طلب تحويل تخصصه إلى الرياضيات فجاءت الموافقة ونال درجة البكالوريوس في (الرياضيات البحتة) من جامعة أوهايو عام 1386هـ - 1966م ثم درجة الماجستير بالعلاقات الدولية من جامعة تكساس الشرقية عام 1388هـ - 1968م وعلى ماجستير (الرياضيات البحتة) من جامعة فاندربيلت عام 1389هـ - 1969م، ثم نال شهادة الدكتوراه بذات التخصص من الجامعة ذاتها عام 1392هـ - 1972م وعمل كمعيد بالجامعة ومدرساً بإحدى كلياتها؛ ولعلو باعه بهذا العلم لقِّب بملك التكامل بعلم الرياضيات!
عام 1393هـ - 1973م التحق عالم الرياضيات البروفيسور الدفاع بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمدينة الظهران بوظيفة أستاذ مساعد ثم أستاذ مشارك، ثم رئيس قسم العلوم الرياضية، وتدرج بالمناصب المتقدِّمة بها، كما عمل أستاذًا زائرًا بجامعة الملك سعود بالرياض، وشغل منصب رئيس اتحاد الرياضيين والفيزيائيين العرب لفترتين، وعمل أستاذًا زائرًا بجامعة هارفرد الأمريكية 1981م، وتقاعد في 2008م بعد 36 عامًا بين أروقة الجامعات والمجمعات والمراكز العلمية والبحث العلمي.
ما أعطر هذه السيرة العلمية الوطنية وما أزكاها من رحلة في آفاق العلم والمعرفة والإنجاز وخدمة الوطن ورفعة شأنه؛ ورفع راية أمَّة العرب والمسلمين! فقد عُرف عنه التزامه بكل محاضراته العلمية غير الدراسية بالتحدث بلغته العربية الفصحى رافعاً رأسه شامخاً معتزاً بها، ويضطر المنظمون لمن يترجم معلوماته القيِّمة للحضور، فلم يكن محاضراً عابراً؛ ولم يكن ممن يمارسون شهوة الكلام لتمضية وقت المحاضرة؛ فكل كلمة لها قيمتها ووزنها وأبعادها المستقبلية على العلم والناهلين من معينه القويم، ولا أدل على نبوغه وعلو كعبه بمجاله من أنه عضو بارز وفاعل بعدد كبير من المنظمات العلمية، وله عشرات المؤلّفات باللغتين العربية والإنجليزية وغيرهما، ومئات البحوث والمقالات منشورة بمجلات ومدونات علمية سعودية وعالمية، كما نال العديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة، واهتم العالم الدفاع من خلال مؤلفاته بلغات متعدِّدة بإبراز أثر العلماء المسلمين والعرب الأوائل بالعلوم الرياضية، والعلوم البحثية بالحضارة العربية الإسلامية، وإسهام علماء العرب والمسلمين في علم الحيوان في عام 1986، وإسهام علماء العرب والمسلمين بالصيدلة وعلم النبات وغيرها من العلوم التي أبدع بها العرب والمسلمون.
وحين تورد مثل هذه السِّير العطرة لمثل هؤلاء العلماء العمالقة ممن أبدعوا واجتهدوا لرفع رايات الأوطان بكل مجال؛ فلتكون نبراساً تستضيء به الأجيال وتحتذيه قدوةً ومثلاً يشعُّ نوراً من العلم والتواضع الجَم، وتفانياً بأداء مسؤولياتهم بوفاء للوطن والمواطن كما ينشده ولاة الأمر ويأمله المواطن، فكانوا بمسيرتهم ورحلاتهم العلمية خير قدوة تحتذى وتتحدث عنها المجالس ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بفخر وإجلال، فيا شباب السعودية الآمال معقودة بكم لتواصلوا المسيرة.