عبدالله العمري

من حق إدارة نادي النصر أن تدافع عن حقوق ناديها بكل الطرق المشروعة والقانونية، مثلها مثل بقية الأندية الأخرى.

وهناك الكثير من القنوات الرسمية التي يستطيع أي نادٍ انتهاجها للبحث عن حقوقه، وهو حق كفلته لهم الأنظمه والقوانين واللوائح الموجودة بالاتحاد السعودي لكرة القدم.

ولكن الذي ليس من حق إدارة نادي النصر ولا أي نادٍ مهما علا شأنه وقوته أن يرفع خطابًا لإدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ويطالب فيه بإقالة أو استبعاد رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم أو أي عضو آخر يعمل في منظومة الاتحاد السعودي ولجانه المتعددة، لأن هذه المطالبة فيها محاولة لإضعاف اتحاد الكرة السعودي وإفقاده هيبته وقوته، وهي المنظومة الرياضية الأعلى التي تدير رياضة كرة القدم في بلدنا، كما أن فيه تشويهًا كبيرًا لسمعة الكرة السعودية ولجانها أمام عموم الشارع الرياضي بداخل السعودية وخارجها.

إدارة نادي النصر أقدمت على تجاوز كبير وخطير وهو بكل تأكيد امتداد لممارسة سابقة ومماثلة كشف عنها رئيس النصر السابق سعود آل سويلم عبر تصريحات مؤثقة بأنه كان خلف إبعاد رئيس لجنة الحكام السابق كلانتبيرج في الموسم الماضي، ولأنها لم تجد العقاب القوي والرادع نجد الإدارة النصراوية الحالية برئاسة الدكتور صفوان الخويلد تمارس الدور نفسه ولكن بشكل علني وعبر خبر رسمي بث من خلال المركز الإعلامي بنادي النصر..!!

الطلب النصراوي أعتقد أنه يحمل رسائل عدة مبطنة، وليس الهدف الأساسي منه هو انتظار موافقة الاتحاد السعودي لكرة القدم على طلبهم، لأن هذا الأمر إن حدث فهو نهاية حتمية لمجلس اتحاد كرة قدم لم يمض على انتخابه سوى سنة واحدة.

الخطاب النصراوي فيه محاولة واضحة للتأثير والضغط على لجنة الحكام بشكل علني ورسمي، وهذا الضغط ربما يؤتي ثماره في الجولات المقبلة من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.

كما أن الخطاب النصراوي فيه محاولة لجعل المشجع النصراوي يؤمن بأن فريقه يتعرض لظلم تحكيمي فاضح، وهذا أمر غير صحيح، فالأخطاء التحكيمية جميع الأندية انكوت بنارها وليس ناديًا معينًا، وهي أخطاء طبيعية جداً تحدث عادة في منافسات كرة القدم على مستوى العالم.

إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم أصبحت اليوم أمام محك مهم جداً ويجب أن لا يمر عليها الخطاب النصراوي مرور الكرام، فهو بات مطالبًا بالمحافظة على هيبته كاتحاد كرة قدم محايد يعامل جميع الأندية سواسية ولا يفرق بينها، ولغة الرد على الخطاب النصراوي يجب أن تكون حازمة جدًا تجعل كل نادٍ يعرف حجمه الطبيعي وأنه لا يوجد من هو أكبر من الاتحاد السعودي لكرة القدم.