الجودة الشخصية هي مفهوم شامل لتطبيق الجودة في جميع جوانب حياة الفرد، وتشمل الأبعاد التالية: الجودة الدينية، الجودة الفكرية، الجودة الذاتية، الجودة الصحية، وجودة العلاقات.
وهي الحالة المثالية التي يصل إليها الفرد ليصبح عضواً فاعلاً في مجتمعه، يسعى لتحقيقها من خلال التحسين المستمر لذاته ولأدواره في المجتمع؛ مما ينتج عن ذلك شعور عالٍ بالرضا والسعادة.
والجودة الشخصية تشمل أيضاً جودة التخطيط الذاتي وتحديد الأهداف القصيرة والبعيدة المدى، ورسم الطريق الملائم لتحقيقها مع محاولة التغلب على التحديات بذكاء، واستثمار كافة الموارد المتاحة واستغلال الفرص الممكنة، بل وخلق سُبل لفرص جديدة ومُلهمة.
والجودة الشخصية هي أساس الجودة المؤسسية، فالمورد البشري هو من أهم عوامل نجاح المؤسسات المختلفة سواء كان ذلك في موضع قيادة أو في موضع التنفيذ، حيث يقع على عاتقه الحمل الأكبر في تحقيق أهداف المؤسسة واستدامتها، لذا فإن الاهتمام بالجودة الشخصية والتحسين المستمر للذات والعمليات والأدوار يؤدي إلى درجات عالية من الجودة الوظيفية، وبالتالي تحسين جودة الأداء المؤسسي وتقليل نسبة الأخطاء والعيوب وزيادة الإنتاجية.
أبعاد الجودة الشخصية
الجودة الدينية: وتكون في الاستقرار الروحي والطمأنينة التي تتولد نتيجة صدق الإيمان بالله ورسوله وأداء العبادات بكل إتقان وإخلاص، فالإيمان بالله وحسن الظن به والتوكل عليه يمنح الفرد الثقة والراحة بأن أموره كلها في خير وإلى خير.
الجودة الفكرية: وتشمل إعمال العقل وتدريبه باستمرار بحيث يكون مصنعاً لأفضل الأفكار والحلول، والقدرة الجيدة على التخطيط الذاتي والتنظيم والتوجيه والابتكار والتجديد والإبداع.
الجودة الذاتية: وتشمل تقدير الفرد العالي لذاته الذي يبعثه على النجاح، وحرصه على مجموعة من القيم كالصدق والأمانة ومراقبة الذات وتحقيق العدل والحيادية في المواقف المختلفة، واستخدام مبدأ الشورى بفعالية، والفرد الذي يسعى لتطبيق الجودة الشخصية تجده إنساناً أنيقاً، مثابراً، حكيماً، مُحسناً، مُصلحاً، وتجد في حديثه إبهاراً وفي صمته هيبة.
الجودة الصحية: وتكون في محافظة الفرد على حياة متوازنة تشمل الممارسات الصحية السليمة من حيث النوم والغذاء والعادات اليومية، واللياقة البدنية وممارسة الرياضة بشكل مستمر.
جودة العلاقات: أن يكون الفرد قادراً على التواصل الإيجابي مع الآخرين، عضواً فاعلاً في محيطه ومجتمعه، مواطناً صالحاً، يسيطر على انفعالاته ويتحكم بمواطن الغضب، هو شخص إيجابي، مبتسم قادر على كسب احترام الآخرين وثقتهم.