فهد بن جليد
إيران لا تتشارك معلومات تفشي (كرونا) مع دول العالم بشفافية، لتقييم المخاوف والأخطار بشكل صحيح، حتى يتخذ المجتمع الدولي التدابير اللازمة للمساعدة مع ضعف البنية التحتية الصحية في طهران، التي تعمدت ترك الأضرحة والمزارات الدينية مفتوحة بشكل طبيعي أمام قاصديها من بعض أتباع (المذهب الشيعي) دون اتخاذ أي خطوات وقائية واحترازية مسؤولة لحماية هؤلاء المصلين والزائرين الأبرياء من انتشار (فيروس كرونا المستجد)، الذي بات يعرف رسمياً بـ(كوفيد-19) في الوقت الذي كانت فيه دول العالم تتسابق وتتنادى لفرض خطوات مُرَّة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ولكنَّها ضرورية.
(الملالي) المتحكمون في النظام رفضوا مُجرَّد التفكير في الحد من الزيارة أو إغلاق بعض تلك الأضرحة في وجه القادمين من مختلف أنحاء العالم، ربما لأنَّ ضغوطاً دولية لم تُمارس على إيران في هذا الاتجاه بشكل كاف، وقد نتج عنها لاحقاً تعطيل صلاة الجمعة الماضية في بعض المساجد، مع خطوات أخرى -تمت بتثاقل- وهي غير كافية، فمن الواضح أنَّ العالم لم يشعر بالدور (الخفي) الذي لعبه النظام الإيراني في انتشار (الفيروس) أو تسبَّب به (بقصد أو دون قصد) في مدينتي (قُم ومشهد) المغلقتان عن أعين العالم، إلا بعد تسجيل بعض دول الخليج العربي وبعض دول العالم لإصابات أتضح أنَّها قادمة من هناك.
الوصي على ضريح (المعصومة) في مدينة (قُم الإيرانية) أعلن أنَّه لا يمكن إغلاقه ومنع الزيارة أو حتى الحد منها، فالناس (يحجون) إلى هنا طلباً للتعافي والتشافي ببركته، فكيف لك أن تقول لهم لا تأتوا؟ هذا مثال واحد لتعطيل (العقل البشري) أو تعنته في مثل هذه الظروف، خصوصاً مع تصريح الرئيس الإيراني بأنَّه لا يوجد خطط لإغلاق مدن أو بلدات بأكملها، في الوقت الذي يتم فيه تكميم الأفواه داخل إيران عن الحديث عن (كرونا) حيث تم اعتقال 142 شخصاً بتهمة نشر الشائعات عبر الإنترنت، أنا هنا أحاول أن -أصف المشهد الإنساني- بحيادية دون التشفي، خصوصاً مع ظهور جدل على وسائل التواصل الاجتماعي في بعض الدول الخليجية، بمحاولة استغلال (الخطر) الذي يحدق بنا جميعاً (بنفس طائفي) بغيض حول المتسبِّب في تسجيل حالات مصابة، والأكيد أنَّنا جميعاً شُركاء في هذه المنطقة، ولكنَّنا أمام (كارثة صحية) حقيقية بدأ يشعر بها العالم متأخراً، لتصبح فيها إيران على المحك كأكبر (منطقة موبوءة) خارج الصين، فـ(طهران) اليوم هي من تُصدر (الفيروس) لأوروبا والعالم بعد أن خرج عن سيطرتها، حتى أنَّ الجيران أغلقوا الحدود، وأقرب الأصدقاء والحلفاء أوقفوا تأشيرات القدوم، بينما الذهاب إلى الأضرحة والمزارات ما زال مفتوحاً على مصراعيه.
نكمل غداً.
وعلى دروب الخير نلتقي.