د. خيرية السقاف
قيل: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل»
مع أنك غريب، وأنك عابر سبيل!..
فبعض خلاصات الحياة فيها نتائجها، ومآلاتك..
محض تأمل،
وكلما غذذت فيها أدركت منها ما أدركه الذي سبقك، والذي يعاصرك، ويقيناً الذي سيأتي بعدك..
محض تكرار،
حتى إذا ما عهدتها، وتآلفت معها، أيقظتك من استغراقك فيها لتذكرك بغربتك،
ولتشير إليك باتجاه دربك..
لذا قيل: «الدنيا لا أمان لها»..
تأمل أيمكنك أن تأمنها؟!..
وكيف تفعل وأنت غريبها الذي لن تُبقي عليك، لن تتمسك بك،
ولسوف تأخذك من تلابيب تماهيك إلى سبيلك الذي تعبره..
محض تناقض شاسع بين لهفتك عليها، وإقبالك إليها، وتمسكك بها،
فيما أنت منها عابر يتزوّد، وغريب يتوحّد..
تأمل إن كنت تعتبر في عبورك،
وتمعَّن إن كنت تفكر في غربتك..
لعلك تضيف، أو تغيِّر فيما قيل عنها، وتنسج لها ما لم يُقل فيها..
وتسم واقعك منها!..