أحمد المغلوث
كشف وباء «كورونا الجديد» الذي تكتمت عليه إيران ونظامها البائس. إنها وراء تسرب الوباء لبعض الدول المجاورة وحتى دول أخرى من خلال عدم الاهتمام بالإفصاح عن حقيقة الإصابات وانتشارها. إضافة إلى عدم منع سفر من أصيبوا به من زوار إيران.. وكما هو مفروض ومطلوب حسب تعليمات الصحة العالمية أن مسؤولية كبرى تقع على الدولة التي ينتشر فيها وباء ما أن يكون تعاملها معه صادقًا وشفافًا وأن تكون المعلومات واضحة ودون تدليس أو إخفاء الحقائق.. مما جعل منظمة «مراسلون بلا حدود» تتهم إيران بالتستر على معلومات حول تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أودى رسميًا بحياة 19 شخصًا في هذا البلد، منددة أيضًا بقمع الصحافيين المستقلين الذين حاولوا نقل ما يحدث لأبناء وطنهم والعالم. وذكرت المنظمة: «تؤكد السلطات أنها تسيطر على الوضع ولكنها ترفض كشف العدد الدقيق للمصابين والمتوفين. والمؤسف. بل المحزن أن الرئيس الإيراني استبعد فرض الحجر الصحي على المدن المصابة بالوباء! ولقد استاء العالم من الموقف الإيراني لعدم إفصاحه عن انتشار الفيروس في بلاده مبكرًا، بل سمح النظام بمغادرة المصابين في قم إلى خارج إيران. وهذا في حد ذاته كارثة وتصرف غير مقبول في عرف الأنظمة الصحية العالمية التي تؤكد الحجر على المصابين وحتى المخالطين.. ولقد برهنت الأحداث الصحية في إيران التي كانت تستوجب الاهتمام والمتابعة الدقيقة لكون الوباء الفيروسي يمثل الذروة في التراكمات السلبية التي خلقها وأوجدها النظام والتهج غير المسؤول الذي سار عليه خلال انتشار الوباء.. ويمكن الاستدلال من هذا كله على مواطن ضعف إدارة الأزمة الوبائية إذا جاز التعبير. وما واجهته السلطة وما حاولت إخفاءه. فلقد لوحظ أن النظام يعيش حالة لم يسبق أن كشف عنها فيما مضى. فالشعوب الإيرانية. باتت تعيش ظروفًا اقتصادية صعبة.. فالاقتصاد الإيراني تراجع كثيرًا.. في السنوات الأخيرة.. والإعلام الذي كان في السابق يظهر النظام خاليًا من العيوب. جاء الإعلام الجديد ليكشف المستور وبالتالي بأن للعالم الوجه الحقيقي للنظام.. وراح البعض ممن أتيحت له الفرصة والظروف والتقنية ليقول ويصور ويكشف ما يدور في الداخل من أوضاع، بل هناك من يصور ما وصل إليه الحال، بل تكاد صرخاتهم ومعاناتهم من حال ما يعيشه نظامهم تصرخ بألم وحسرة. ذلك أن الملالي الذين يسيطرون على مقدرات بلادهم الذين أعماهم الوهم والطيش. وجمع المليارات عى حساب شعوبهم. وأطلقوا لأحلامهم وتطلعاتهم المريضة العنان خلال العقود الأربعة الماضية بدوا وهم لا يستطيعون تجاهل الحقائق أكثر مما فعلوا من دون كشف الواقع الذي يعيشه نظامهم وعدم قدرتهم على مواجهة وباء كورونا الجديد.. المر.. الذي شربوه.. اللهم لا حسد. ولا شماته فإيران قبل وبعد هي جارة ليس بيننا وبين شعبها إلا كل خير.. اللهم أن نظامها الذي باتت أنفاسه تتقطع تحت وطأت طموحاته وأجندته وأحلامه البائسة اليائسة بتصدير ثورته.. مما تسبب في ضياع وهدر مليارات الدولارات على أحزاب وميليشيات. وكشفت السنوات حقيقتها.. وإرهابها كما تشير إلى ذلك المنظمات العالمية. ومع وباء كورونا الجديد أدرك النظام أنه بات يقف وحيدًا في مواجهته. وماذا بعد لقد اتهم النائب عن مدينة قم في البرلمان الإيراني أحمد أميرأبادي الحكومة «بالكذب» فيما يخص حجم انتشار الوباء في البلاد وأضاف في حديث داخل أروقة البرلمان مع صحافيين محليين أجراه الأسبوع الماضي أن 50 شخصًا قد لقوا حتفهم جراء الإصابة بفيروس كورونا. وتابع النائب أن حالة الوفاة الأولى بالمرض الوبائي قد وقعت قبل أسبوعين من الإعلان الرسمي لأول ظهور لمرض فيروس كورونا في إيران.