د. محمد بن عبد الله المشوح
يمثِّل معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي إحدى الظواهر الثقافية المميَّزة في عصرنا؛ نظراً للإسهامات الثقافية والعلمية المتنوعة التي قدَّمها، إضافة إلى جهوده الدَّعوية الكبرى التي بثها ونشرها في العالم، وكانت محطات عمل الشيخ محمد بن ناصر العبودي مفتاحًا رئيسًا في هذه الروح الإيجابية المتصافية المتسامحة المعتدلة مع الآخرين.
لقد كانت محطات التعليم الأولى هي الشرارة التي أطلقت في روحه رغبة النفع للنَّاس ونشر القيم الجميلة لديهم والصفاء والنقاء في التعايش مع الآخرين.
كما أنَّ تكوينه العلميّ والثقافيّ ابتداءً منذ صغره وشبابه كوَّن لديه ذائقة علميَّة عالية، ورغبة في الاطِّلاع على العالم، والتعايش معه.
ولا شكَّ أنَّ المحطة الرئيسة الكبرى في حياته، وانعكست على جهوده الدعوية وعلى نشره لقيم الاعتدال والتعايش بين النَّاس هي الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة.
حيث إن الجامعة الإسلاميَّة في المدينة المنوَّرة تأسست في عهد الملك سعود وبأمر منه، ومشورة من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- وذلك عام ألف وثلاثمائة وثمانين للهجرة (1380هـ)، وكان الغرض منها ابتداءً هو القيام باستقطاب أبناء المسلمين في إفريقيا وأوروبا وشرق آسيا؛ لتلقيهم التعليم الشرعي في أروقة المدينة المنوَّرة وجنباتها، وفي أجواء الحرم النبوي الشريف بالقرب من منطلق العاصمة الإسلاميَّة الأولى، بل منها ومن جنباتها، ومن المكان الذي ابتدأت فيه هذه الدَّعوة المحمَّدية على رسولنا أفضل السَّلام وأتم التسليم.
لقد كان من أهم أعمال ومسؤوليات الجامعة الإسلاميَّة في المدينة المنوَّرة هي أهميَّة وضرورة نشر التعريف بهذه الجامعة ورسالتها وأهدافها، ومن ثَمَّ محاولة استقطاب بعض هؤلاء الطلبة وحسن الاختيار لهم لكي يعودوا وقد حُمِّلوا بالعلوم الشَّرعية والعربية، ويكونوا رسلَ خير ودعوة وعلم وسلام في بلدانهم.
لقد كان معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي هو أوَّل موظف يتمُّ تعيينه في هذه الجامعة، وكذلك هو أوَّل موظف وصل إليها وباشر إجراءات تكوينها وتأسيسها، وشارك في لجنة رباعية كان هو أحد أعضائها ووضع نظامها الأساسي وذلك بأمر من الملك سعود -رحمه الله-.
لقد عايش محمد بن ناصر العبودي هذه الجامعة الإسلاميَّة منذ لحظتها الأولى التي أصبحت إحدى أهم منارات العلم والمعرفة والاعتدال في العالم، وكان له يدٌ طولى في تأسيسها وتنظيمها واختيار طلابها وأساتذتها، وكان هو المدير الإداري لها، وكان رئيسُه -آنذاك- هو سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-.
إنَّ تجربة الجامعة الإسلاميَّة في المدينة المنوَّرة في ترسيخ قيم الاعتدال والتعايش الحضاري من خلال فكرة تأسيسها وجمع هذا الكم الهائل والكبير والضخم من الجنسيات ما يفوق مائة وعشرين جنسية في مكان واحد، وفي قاعات موحدة، وفي سكنٍ واحد هي من أُولى المبادرات -الحقيقة- العربية والإسلاميَّة في إحداث أجواء علمية وثقافية متعايشة ومتصالحة مع بعضها.
وبلا شكّ، أنَّ هذا التنوع الكبير في اللون والجنس واللغة ولا يجمعهم سوى الدِّين يمثل ظاهرة مهِمَّة في التعايش المبكر في المدينة المنوَّرة التي احتضنت منذ بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- أوَّل دعوة إسلامية، وكان لها ريادتها الأولى في جمع أجناس العالم وأخلاطهم وألوانهم وأشكالهم بلا تمييز، وكان الرابط الرئيس في ذلك هو الدِّين الإسلامي، وشهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسُول الله.
إنَّ الحديث عن الجامعة الإسلاميَّة ودَورِها في نشر وترسيخ ثقافة الاعتدال والتعايش مهمٌّ وضروريٌّ، وكان للشيخ محمد العبودي دورٌ رئيس من خلال رحلاته وجولاته المبكّرة -آنذاك- إلى إفريقيا لاستقطاب واختيار الطلاب دورٌ مهمٌّ وكبير وعظيم في إحداث ثقافة جديدة لدى أولئك الطلاب، وهو محبتهم ومودتهم لبعضهم، وكذلك ضرورة فهمهم للآخرين سواء كانوا من ديانتهم أو من غير ديانتهم، وكيفية نشر الدَّعوة بينهم، ونشر قيم القدوة بين الطلاب بحيث يكونوا سفراء خير ورحمة في بلدانهم لهذا الدِّين الإسلاميّ القويم.
ثانيًا: تجربة معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي في رابطة العالم الإسلامي.
لقد شاءت إرادة الله -سبحانه وتعالى- أن تكون المهِمَّة الكبرى بعد مهِمَّة الجامعة الإسلاميَّة التي أمضى فيها أحد عشر عامًا إلى محطة عالمية كبرى، وهي رابطة العالم الإسلامي التي انتقل إليها عام ألف وأربعمائة وثلاثة للهجرة (1403هـ)، أمينًا عامًا مساعدًا لها.
لقد كانت رابطة العالم الإسلامي فكرة مهِمَّة من أفكار الملك عبدالعزيز ثُمَّ الملك سعود -رحم الله الجميع-، وكان لديهما رغبة في أن يكون هناك منظمة تجمع أشتات العالم الإسلام ي، ويقوم الجميع بمساعدة هؤلاء المسلمين حيثما كانوا وحيثما وقعوا، وكانت لرابطة العالم الإسلامي التي تأسست في أوائل الثمانينيات الهجرية دَورٌ مهم في دعم الجمعيات والأقليات المسلمة في العالم.
إلا أنَّ الرَّابطة كانت -آنذاك- نظرًا لظروف عديدة تحتاج إلى مزيد من المعلومات المهِمَّة عن أوضاع المسلمين في جميع أنحاء العالم، ليتسنَّى لها لاحقًا مساعدتهم وتقديم المعونة اللازمة لهم في مساجدهم وجمعياتهم وظروفهم وأحوالهم.
لقد كانت المهِمَّة الأولى التي أنيطت بمعالي الشيخ محمد هي تكوين بنك معلومات دعويّ إسلاميّ عن الجمعيات والمؤسسات الإسلاميَّة كافة العاملة، وغير العاملة حتى، بل حتى التي ترغب في تسجيلها في أنحاء العالم.
كانت المهِمَّة شاقة آنذاك، وكبرى، وليست سهلة في أن يجوب العالم ويتأكد من المعلومة ويفحصها ويدققها، ثُمَّ من بعد ذلك يأتي الدعم الماديّ والمعنويّ لتلك المؤسسات والجمعيات والأفراد والأعيان في العالم كله.
لقد كان هذا التحدي مهمًا لتتكون المعلومة الصحيحة والدقيقة لدى المسؤولين في رابطة العالم الإسلامي، وابتدأ الشيخ محمد العبودي هذه الجولات التي كان عليه أن يتسلح فيها بعِدة أسلحة أهمها هو العلم الذي كان يحمله، وثانيها: حسن الدَّعوة لأولئك الأشخاص، وثالثها: القدرة على الفهم والتعايش مع المجتمعات التي يزورها حتى من غير المسلمين.
لقد هذه الأمور مستحضرة في ذهن الشيخ محمد العبودي، وبالفعل شمَّر عن ساعديه وابتدأ رحلته الشاقة والكبيرة ليدوِّن ويجوب ويبحث في أقاصي العالم وزواياه عن هذه المهِمَّة، وجمع المعلومة الدقيقة والمفصلة عن أحوال المسلمين.
واستطاع من خلال أكثر من ثلاثين عامًا أن يجوب زوايا العالم وقُراه ومُدنه، ودُوَله بكلِّ تفاصيلها، وأصبحت لوحة العالم أمام ناظريه لا تكلفه شيئًا في معرفة أي مدينة أو حتى شارع من شوارع العالم.
مع ما وهبة الله -سبحانه وتعالى- من قدرةٍ على الحفظ واستحضار المعلومة ودِقَّة الملاحظة، وتدوينه لتلك المشاهدات عبر رحلاته المنشورة، التي تجاوزت أكثر من مائة وسبعين كتابًا في الرِّحلات فقط.
لقد كان هناك العديد من التجارب لمعالي الشيخ محمد العبودي في رابطة العالم الإسلامي، سوف نأتي عليها تفصيلًا، وكان أهم هذه التجارب تجربته فيما كان يُعرف سابقًا بالاتحاد السوفييتي، أو الجمهوريات الإسلاميَّة التي زارها قبل انفراط عقد الاتحاد السوفييتي.
وثانيها: تجربته في التعايش في المجتمعات الأوروبية من خلال نشر هذه الثقافة والتعاون مع المؤسسات والجمعيات هناك للاندماج مع المجتمعات.
والثالثة: تجربته في أمريكا الجنوبية التي كان له باع طويل في نشر ثقافة التعايش هناك وتأكيدها، وتشجيعهم على الاندماج مع المجتمعات مع المحافظة على الهوية الإسلاميَّة والعربية، وسوف نأتي عليها واحدة تلو الأخرى.
أمَّا تجربته في الاتحاد السوفييتي أو ما يعرف بالجمهوريات الإسلاميَّة فقد كتب عنها تفصيلًا في العديد من كتبه.
ومن أهمِّ هذه الكتب التي تحدَّثَ عنها؛ «بلاد داغستان»، وقد طُبِع في عام ألف وأربعمائة وثلاثة عشر (1413هـ)، و«الرِّحلة الروسيَّة»، و«جمهورية أذربيجان»، و«يوميَّات آسيا الوسطى»، وكلها تتحدَّث عن الجمهوريات الإسلامية أو ما يُعرف سابقًا بالاتحاد السوفييتي.
وكذلك «حديث قازقستان»، وأيضًا كتاب «قرغستان»، «حديث عن غريزستان» وكذلك «لاجستان»، وأيضًا تحدَّثَ عن «بلاد الشركس»، و»مواطن إسلاميَّة ضائعة»، و«الرِّحلات القوقازيَّة»، وكذلك «إقليم سمارا واستَرَخان»، وأيضًا «روسيا البيضاء»، وغيرها.
ومن أهمِّ الكتب التي تحدَّثَ فيها-أيضًا- «ذكريات من يوغسلافيا»، وهو من أوائل الكتب؛ لأنَّه من أوائل الزيارات التي زارها شيخنا الشيخ محمد العبودي، حيث كانت زيارته لها عام ألف وأربعمائة وثمانية (1408هـ)، وكان قد سبقها زيارة أخرى -أيضًا- كانت مبكرة، حيث كانت في عام ألف ثلاثمائة وأربع وتسعين للهجرة (1394هـ).
وجميع هذه الزيارات -الحقيقة- تمثِّل دوره الرئيس في الاطِّلاع على أحوال المسلمين في هذه البلدان النائية الوعرة، والتي يصعب الوصول إليها بسهولة.
ولا شكَّ أنَّ حرصه على تتبع هذه الجمهوريات دليلٌ على حرصه على أحوال المسلمين.
ونراه هنا يكتب عن زيارته لجمهورية يوغسلافيا، والتي كانت زيارته كما أشرنا قبل قليل زيارة مبكرة، حيث كانت ألف وأربعمائة وثمانية (1408هـ)، وإن كان هناك زيارة قد أشرنا إليها، حيث يقول: «فإنَّ جمهورية يوغسلافيا الاتحاديَّة -يذكر آنذاك- تتعرض في هذه الأيام لأحداث كبرى، وصلت إلى حدِّ تفكُّكها واستقلال جمهوريات عنها وانفصالها منها، وفي مثل هذه الأحوال كثير من القرَّاء يرغبوا أن يعرفوا أشياء عن أحوالها السابقة».
ثمَّ أشار إلى حال المسلمين هناك، وما آلت إليه أوضاعهم، والتحديَّات التي يواجهونها في ظلِّ تلك الظروف التي أشار إليها تفصيلًا في حديثه في تلك الرحلة.
ومن الكتب المهمَّة التي تناولها معالي الشيخ محمد العبودي؛ ما سمِّي بـ«ذكريات من خلف الستار العقيدي»، وهو بذلك يُبرز تلك الدول التي كان لا يُسمح لعامَّة الناس بالدخول إليها ولا بالخروج منها في أول سيطرة الشيوعيين، وهي دول شرق أوروبا، وكانت زيارته لها زيارة تاريخية مهمَّة جدًا لأنه كان من أوائل تلك الشخصيَّات الذين وصلوا إلى تلك البلدان.
وكانت رحلة معالي الشيخ محمد العبودي -أيضًا- رحلة مهمة لتلك البلدان، وهي أنها ضمت ثلاث دول، هي المجر ورومانيا وبلغاريا، أمَّا «يوغسلافيا» فقد أشار إليها في كتابٍ مستقل.
وأشار -أيضًا- إلى أنَّه كان هذه في أوْج الشيوعية، ومحاولة القبضة على أوضاع الناس هناك، وقال: إنَّ أشد الدول تمسكًّا بالشيوعية وجمودًا عليها هي ألبانيا، فإنَّنا لم نستطع دخولها رغم محاولاتنا الكثيرة لذلك؛ لأن حكومتها تخشى أن تُعَدِّي الحرية التي يتمتع بها زوَّار البلاد بعض المواطنين، فيفطنوا إلى أنَّهم كانوا ولا يزالون في بلادهم مستعبدين لأولئك الشيوعيين الجامدين المعاندين.
لقد كانت زياراته المبكِّرة إلى تلك الدول تعبِّر عن روح التسامح التي كان يتحلَّى بها؛ حيث استطاع الدخول، واستطاع الخروج، ولم يُسجَّل عليه أيُّ ملاحظة في تلك الدول التي تنقَّل فيها، وتنقَّل في زواياها وفي قُرَاها وفي أماكنها النائية؛ لأنَّه لم يكن شخصية فظة، أو شرسة يمكن أن يُسبب بعض المشكلات للمسلمين هناك، بل كان متصالحًا ومتسامحًا ممَّا أدَّى إلى أن يصل إلى تلك البلدان بسهولة ويستطيع أن يُقدِّم المساعدات اللازمة رغم الظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها، ورغم ظروف الخنق والضِّيق التي كانت تُحاصر بها تلك البلدان.
ولا شكَّ أنَّ زياراته إلى تلك البلدان تتابعت، وكان من أهمِّها زياراته -أيضًا- إلى العديد من الدول الإفريقية، وتتبع جميع دول إفريقيا وزارها، وكذلك دول أوروبا، ولذلك حاول في كتبه أن يُقَسِّم كتب الرِّحلات إلى تقسيمات جغرافية.
فكتب الرِّحلات الإفريقية، ورحلات القارة الأوروبية، والرِّحلات الهندية، والرِّحلات الآسيوية، ورحلاتٌ في القارة الأمريكية الجنوبية، حيث كتب عدة كتب عن أمريكية الجنوبية، وخصَّ منها البرازيل، وكان من كتبه عن البرازيل؛ «الحلُّ والرحيل في بلاد البرازيل»، «رؤية جديدة للجانب الأبعد من أمريكية الجنوبية»، «رحلة الجنوب البرازيلي»، «شمال البرازيل، «وسط البرازيل»، «فنزويلا وترنانيدا»، و«رحلات فنزويليَّة».
وكذلك رحلاته في أمريكية الشمالية حيث كتب عدة كتب؛ «الرِّحلات الصينية»، و«الرِّحلات الكاريبية»، و«رحلات بلقانية»، و«رحلات أستراليا وجنوب المحيط الهادي»، و«رحلات في جمهورية الموز»، و«الرِّحلات الروسية»، و«الرِّحلات السيبيرية».
فهذا الكمّ الهائل من الرِّحلات يشكِّل بلا شكَّ خريطة جديدة لهذا الامتداد العميق لهذه الشخصية، مصطحبًا وحاملًا معه روحه المتسامحة والمعتدلة، ومنهجه الوسطي في الدعوة إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وحسن تعامله مع المسلمين ومع غير المسلمين، ومناشداته الدائمة للمسلمين هناك أن يتعايشوا وفق ظروفهم، وأن يعيشوا هناك وفق إمكاناتهم، وألا يزجوا بأنفسهم في خلافات سياسية تبعدهم عن منصة العمل المفيد للدعوة إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ-.
وفي الختام فإن شخصية معالي الشيخ محمد العبودي الذي قضى أكثر من ستين عاما في الترحال في العالم وتفقد أحوال المسلمين لم يترك موطناً إلا زاره مع ما يحظى به من محبة وقبول احترام لدى الجميع تؤكد بلا شك الروح المعتدلة التي حملها خلال زياراته ودعوته.
وختاماً فإن أبرز ملامح تجربة معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي في التعايش الحضاري تتلخص في الآتي:-
1- حرصه على وحدة الصف والكلمة بين الفئات المسلمة ونبذ الفرقة والخلاف وإصلاح ذات البين.
2- تأكيده على ضرورة احترام أصحاب الملل والديانات والحفاظ على وحدة الوطن التي تربط الجميع.
3- جهوده في نزع فتيل الخلافات التي عصفت ببعض الجماعات في البلاد الإسلامية خصوصا في أفريقيا وعقد المؤتمرات للمصالحة بينهم.
4- نشره لثقافة الاعتدال عبر تأكيده في كلماته ولقاءاته على أهمية عدم الزج بالعمل الدعوي في أي خلافات سياسية أو مذهبية.
5- التواصل مع غير المسلمين للتعاون معهم لتحقيق أهداف العمل الدعوى والتأكيد على المشتركات التي تربط الجميع للتعايش من خلال جهوده في أمريكا الجنوبية.
مما جعله أحد أبرز شخصيات نشر قيم التعايش والاعتدال والوسطية في هذا القرن.
مبتهلاً إلى الله أن يبارك في علمه وعملاه وعمله وأن يجزيه خيراً على جهوده.