فهد بن جليد
الدعم العربي والإسلامي والعالمي الذي حظيت به الإجراءات الاحترازية المؤقتة التي أعلنتها السعودية لحماية المعتمرين والزائرين والسيِّاح من (فيروس كرونا الجديد)، ومنع خطر وصوله إلى الأراضي المُقدسة أو انتقاله مع مُخالطة مُختلف الجنسيات إلى كافة أنحاء العالم، هو تأكيد على حجم المسؤولية التي تتعامل بها السعودية قيادة ومؤسسات وشعباً مع هذا الواجب المُقدس الذي شرَّفنا الله به، ومدى الاحترام الذي تنظر به السعودية لمواطنيها وضيوفها وقاصديها وللإنسانية، لتساهم مثل هذه الإجراءات المؤقتة في تخفيف احتمالية انتقال (الفيروس) من مكان إلى آخر بسهولة، مع الزحام والأعداد الكبيرة للمُعتمرين والزائرين في مثل هذه الأوقات من أشهر العام التي تسبق شهر رمضان المُبارك.
القرار السعودي كان شجاعاً وضرورياً لحماية العالم قبل حماية المملكة ومقدسات المُسلمين من خطر (فيروس كورونا المُستجد)، العقلاء في كل مكان يُدركون أهمية الخطوة وأبعادها وضرورتها، وانسجامها مع خطوات عالمية مسؤولة اتخذتها دول العالم في مناسبات وتجمعات بشرية مُختلفة ومتنوّعة أقل بكثير من (أعداد المُعتمرين والزائرين)، فقد ألغيت فعاليات رياضية ومهرجانات ومناسبات ومعارض من باب الحفاظ والمسؤولية على أرواح الناس، فالأكثر احتمالية للضرَّر لو استمر تدفق المُعتمرين والسيِّاح والزوار دون تعليق مؤقت، ليست السعودية وحدها، بل الدول التي سيأتي مواطنوها للمملكة ليقضوا في المتوسط 5 أو 10 أيام في مكة والمدينة ثم يعودون لبلدانهم، بينما (الفيروس) يحتاج إلى 14 يوماً للتحقق من الإصابة به، وهي مُدَّة كافية لزيادة رقعته بشكل عشوائي في مُختلف أنحاء العالم.
الإجراءات السعودية الاحترازية الاستباقية المؤقتة، كانت درساً في مسؤولية واحترافية إدارة الحشود بخبرة وكفاءة وفعالية عالية جداً، خدمة للبقاع المُقدسة لتكون مصدر ومنبع خير وإشعاع وسلام وأمان وطمأنينة للعالم بأكمله، لا مصدر هلع وخوف ومركز تصدير للأمراض، كما هو الحال مع بعض الدول التي تشهد زيارات دينية أو تجمعات بشرية وتتساهل في الأمر وتتعامل معه -بلا مبالاة- كمسؤولية دينية أو حتى إنسانية أو تنظيمية للحد من انتشار (الفيروس) في المنطقة، نتيجة إهمال تطبيق الاحترازات الطبية العالمية، وعدم التمشي مع أحكام الشريعة الإسلامية والآداب النبوية للحفاظ على أرواح وسلامة البشر، وخصوصاً أنَّ علماء العالم الإسلامي الثقات والمُعتبرين أيَّدوا الخطوة السعودية وثمَّنوها (كأصل شرعي) ومصلحة عامة، قبل أن تكون خطوة عصرية وضرورة صحية.
وعلى دروب الخير نلتقي.