عبد الله باخشوين
** (قم)..؟!
اسم فارسية:- (ثبت نام كنيد)..؟!
وهي عند شيعة الفرس مدينة زيارتها لها قدسية (الحج إلى بيت الله الحرام..)، أي (حج أصغر) يقصدها كل من (لا يستطيع... الحج ألى البيت سبيلاً).. وكان بعض أصدقائي من أدباء وشعراء (جنوب العراق) يتندرون على (أمهاتهم) اللواتي ينوين (السفر لقم) لقربها وقلة تكاليف (الحج إليها).. قياساً لعدم قدرتهن على تحمُّل تكاليف (الحج إلى بيت الله الحرام).. ويضحكون وهم يقولون:
«وتالي يا معود نصير نصيح عليها (حجية)».؟!
وبالعودة لعتاة الثوريين و(الشيوعيين) العراقيين.. نجد أن عددًا كبيرًا منهم لم يتخلَ عن (اسمه) أو لقبه (الطائفي) رغم انتمائه لـ(حزب) ماركسي لينيني.. ينكر وجود (الخالق سبحانة).. فتجد أسماء مثل:
- عزيز السيد جاسم.
ويتبعه شقيقه باسم:
- محسن جاسم الموسوي.
وتتسع القائمة:
- عريان السيد خلف.
- بلند الحيدري.
- حسن المرواني.
- مهدي الطالقاني.
- عباس الملا علي النجفي.
- علي جعفر العلاق.
وغيرهم كثير جداً من أصحاب التوجهات الثورية والعلمانية. هذه المشكلة أثارها الشاعر العراقي الكبير عبدالوهاب البياتي.. ذات مرة - وكنت هناك - بعد أن أصدرت قيادة (حزب البعث) الحاكم قراراً ينص على عدم ذكر (الألقاب) في أسماء (كل من ينشر اسمه في مادة صحفية)، وتفاجأ الشاعر الكبير بنشر إحدى قصائده باسم: (عبدالوهاب أحمد)، غير أن من أصدر القرار أصحاب الألقاب (الدينية) ووضعها خشية أن يتهم (الحزب) بأنه معاد لـ(الشيعة) وبقيت كما هي (الموسوي.. الحيدري) وما إلى ذلك...
وعلى طريقة عبد الوهاب البياتي (التقليدية) كان يبدي امتعاضه من (القرار) دون (تمرد) أو ضجيج، ويشير إلى تاريخ اسمه العريق في مسيرة الشعر العربي ويبدي دهشته من استثناء أصحاب الألقاب التي هي أولى بالمنع.
طبعًا القرار ألغي بعد نحو شهر أو شهرين نتيجة لامتناع الأدباء عن الكتابة في الصحافة بعد نزع الألقاب التي يعرفهم الناس بها.. أما أنا فقد بادرت لنزع (لقبي) ونشرت باسم (عبدالله حكم) نتيجة لعدم (قدرة) الأشقاء في العراق على نطق: (باخشوين) بطريقة صحيحة.. وإن استمرت معضلة الطائفية قائمة إلى أن كانت نتيجة الغزو الأمريكي كارثية ووضعتها في (صلب) النظام التشريعي المعمول به حالياً.
لكن ما هي مشكلة (قم) كمكان (مقدس) أخذ على عاتقه.. أو أُريد له أن يأخذ على عاتقه.. أن يتولى من موقعه (القدسي) مهمة (الرد) على الحصار السياسي والاقتصادي.. وتحويله إلى (رد) مذهبي يتولاه من الفرس (المنقم الجبار) ليزيد فرض وتأكيد قدسية (المكان) وتحويل فايرس وبائي خطير ليكون بمنزلة أداة لاهم لها سوى (عبور البحر) للحج (الأكبر) لعموم بلاد المسلمين.. خصوصًا نحن نعرف أن الفرس غير مبالين بالتضحية بأعداد كبيرة من أبناء إيران.. ولا يبالون بهم إذا استطاع بعضهم خلق بؤرة تنشر الوباء بمباركة أمثال الحوثي ونصرالله.