د.عبدالعزيز الجار الله
الموقع الجغرافي لأيّ دولة يفرض عليها السلوك السياسي والاجتماعي والثقافي، إيران والتي أصبحت تتخبط في السنوات الأخيرة، حين كانت تعتقد أن الربيع العربي 2010 فرصة لها للانقضاض على الشرق العربي والسيطرة على بعض دوله، تحولت إلى دولة تطاردها الهزائم والفشل، بعد أن فشل مشروعها نشر المذهب الشيعي في الوطن العربي، وقضم بعض العواصم، من خلال التحالف الإيراني الروسي التركي، وزرع حزب الله في كل دولة عربية في الشرق الأوسط، ودعم الميليشيات والأقليات غير العربية.
الآن تحصد إيران الخسائر في سوريا، بعد أن تحولت سورية والتي كانت في حكومة الأسد الأب والابن إيرانية الهوى فهي خالصة لإيران تماماً وقفت سورية وإن كانت عربية مع إيران ضد العراق طوال حرب (8) سنوات، أو من بداية الثورة الإيرانية وحتى الآن، حولت وصلت سورية إلى دولة مدمرة وممزقة، ومواجهة عسكرية بين حلفاء الأمس روسيا وإيران وسورية وتركي، ودخول أوروبا الاتحاد الأوروبي وأمريكا والحلف الأطلسي في الحرب بعد ازدياد قتل الجنود الأتراك في سورية.
تعيش إيران وروسيا وتركيا وسورية نفس المأزق بعد التدويل الأكبر لقضية سورية والتي بدأت ثورة محلية تدخلت معها إيران للتعجيل في حسم الصراع لصالح الأسد لكنها فشلت وجرت روسيا معها وتحركت أطماع تركيا في احتلال الشريط الشمالي الغربي لسورية، واليوم تم تدويل أوسع للحرب السورية بهد تهجير (7) مليون لاجئ سوري إلى تركيا، تنوي تركيا تهجيرهم إلى أوروبا براً وبحراً، وتنوي إيران إحلال مكانهم مرتزقة شيعة من إيران وأفغانستان وباكستان واسيا الوسطى.
كانت تركيا تريد توطين العرب أو مرتزقة غرب آسيا ليكونوا الفاصل بين حدودها والأكراد، وكانت إسرائيل تريد توطين سكان المخيمات من الفلسطينيين في لبنان والعراق ومن هم في الشتات توطينهم في الشمال السوري، وروسيا كانت تنوي إغراق أوروبا باللاجئين السوريين، وسورية كانت تود في قلب موازين الأغلبية الكبرى لأهل السنة وترغب في تكثيف غير السنة شمالاً.
كانت هناك أفكار عديدة للديموغرافيا في الشمال السوري، لكن جاءت النتائج عكس هذه الدول حتى روسيا التي كانت تدفع بالتصعيد تراجعت حتى لا تدخل حروب طويلة تكون أوروبا وأمريكا هي الطرف الثالث في الحرب.