صيغة الشمري
لا يخفى على الجميع بأن الربيع العربي قدم درسًا لكل عاقل يتعظ بغيره، وأظهر جليًا حكمة شريعتنا السمحة في النهي عن الخروج على الحكام، والكل رأى بعينه الدمار والفوضى والقتل العبثي والانهيار الاقتصادي والاجتماعي منذ أول يوم تم فيه الخروج على الحكام، لم تنجح أي دولة من دول الربيع العربي في النهوض من كبوتها، بل تزداد حالتها تدهورًا كل يوم أكثر مما سبقه، مما أوقع حزب الإخوان الإرهابي في حرج رهيب ومخجل، وهم الذين يعتمدون اعتمادًا كليًا على التحريض للخروج عن طوع الحكام العرب والتشكيك بهم وتكفير بعضهم وهم الذين يطلقون على كل من يوالي الحكام وأولياء الأمر لقب «جامي» كعادتهم في التصنيف ليسهل عليهم الإقصاء والتغرير بالبسطاء عبر رسم صورة سلبية عن كل من يلتف حول الحاكم أو حتى يحبه، الذي أوقعهم في حرج بالغ وضربهم في مقتل أن أصوات الناس من مواطني الربيع العربي الذين ندموا وأصبحوا يتمنون الحكام الذين انقلبوا عليهم بدأت تتكاثر يومًا بعد يوم، كل يوم نشاهد مقطعًا أو نقرأ لواحد منهم وهو يتحسر ويتمنى عودة الأيام لما قبل الربيع العربي، ليس هناك أكثر رعبًا مما عاشه الذين أسهموا في إسقاط حكامهم، ولو عادوا حكامهم لتحملوا جميع سلبياتهم لأنها ليست أكثر دمارًا مما حصل لهم بعدهم، لم يعد أحد من اتباع الحزب الاخواني وأذنابهم يريد سماع كلمة «جامي» لأنها تثبت كذبهم وزيفهم وتجنيهم على كل من يصفوه بهذا اللقب لمجرد أن يحب حاكم وطنه ويدعو له بالتوفيق والبطانة الصالحة، مثلما يخجلون من وصفهم للإعلامي الذي كان يحذر من الذهاب للجهاد الأفغاني بالعلماني، لكي يبعدوا الناس عن سماع تحذيراته ونصائحه وعلى الرغم من انكشاف ظلمهم للإعلاميين ما زالت تصنيفاتهم تلقى رواجًا مع الأسف بين العامة!
والآن وقد انكشف ظلمهم لمن يخلصون النية ويلتفون خلف أولياء أمورهم وحكام بلادهم حفاظًا على مصلحة وأمن المجتمع ومن باب الوازع الديني وإثبات فوائد ذلك بعد كوارث الربيع العربي اندحر المحرضون ضد قادتنا حفظهم الله الذين يهدفون إلى زعزعة أمننا واستقرار بلادنا وضرب اقتصادنا، لقد ثبت لنا كمواطنين سعوديين بأن الله قد منّ علينا بهذه الأسرة الحاكمة الكريمة التي تقدم كرامة المواطن واحترامه فوق أي اعتبار آخر.