إيمان الدبيَّان
حديث الناس، وحديث الساعة بشكل عام، وحديثي أنا هنا بشكل خاص، والذي سأدخل في موضوعه مباشرة كدخول الطمأنينة إلى أرواحنا ونحن نحصن أنفسنا بأدعية، وأذكار، وآيات تقينا -بإذن الله- من سيء الأسقام، وكل الأوهام التي يتصدرها عالمياً اليوم مرض كورونا، وتقع فريسة له العديد من شعوب العالم ما عدا القليل منهم ونحن بفضل الله أحدهم؛ بسبب حماية الله لنا أولا، ثم بجهود حكومتنا ثانياً، تلك الجهود التي أبحث عنها، وأجمعها، وأطرحها كمقترح بحث لمشروع ماجستير إدارة أعمال الحج والعمرة من خلال وزارة الحج والعمرة ومعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة، ووزارة الصحة، فكان دور الدولة عظيماً، وما يجب أن أذكره كبيراً من احتياطات، وتدابير احترازية، ووقائية، وتحصينية مؤقتة، ودائمة يصعب حصرها، تعمقت في معظمها، واخترت واحداً من أهمها وهو نظام المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية الذي أكتب عنه ليس بدعوة من جهة معينة، وإنما من خلال أساتذتي وأدوارهم المهنية.
إن نظام المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية يشكل نقطة التقاء المعلومات الصحية لمتخذي القرار المبني على المعلومات الدقيقة، والسليمة في حال الأزمات بمختلف مستوياتها، الأمر الذي يشكل مقياساً مهماً لأداء فروع المراكز والمستشفيات، وأماكن التجمعات البشرية، مرتبطا بعشرين فرع تتبعها المستشفيات، والمنشآت الصحية الواقعة في نطاق كل منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية فالبرنامج يعطي الصلاحية لكل منشأة صحية بالتبليغ الفوري عن أي حالة مشتبه بها بحيث يصل مباشرة على الخريطة الأكبر على مستوى المملكة.
من خلال هذا المركز ونظام برنامجه الذي يطبق في كل منافذ المملكة يتم التحكم والسيطرة على المرض منذ ملاحظة الاشتباه به، فالتعامل مع الأزمة بهذه الطريقة هو المفتاح الأول للإدارة المبكرة بنجاح، فطالما هناك قدرة على الرصد المبكر سيكون هناك قدرة على الاستحابة المبكرة.
نعم إن للبيت رباً يحميه وللدولة رجالاً سخرها الله لرعاية لم توجد في أيّ زمن أو مكان يضاهيه، فكان تعليق العمرة وبعض التأشيرات السياحية نوعاً من الاحتراز والوقاية لكل معتمر، أو سائح، أو ساكن على ثرى أعتز، و أفتخر دائماً فيه فالوقاية شاملة، والعناية متكاملة بين الأفراد والمؤسسات، والوعي مطلوب والحرص مرغوب داعين العافية والسلامة من علام الغيوب.