عبد الرحمن بن محمد السدحان
* شرفني الباحث الأستاذ عبد المحسن بن عبد الله الماضي، بإهدائي نسخةً من كتابه الأنيق (الموظف الجديد عضو في فريق)، وطلب مني كتابةَ مقدمةٍ له، بعد قراءته!
* * *
* وقد شكرت له الدعوة الكريمة، وقرأتُ الكتاب وأعددت له مقدمة أكاد أجزم أنها لن تفي بالغاية المنشودة حيال الكاتب والكتاب!
* * *
* الكتابُ الذي أتحدث عنه صغير في حجمه، إذ لا يتجاوز المائة وتسع عشرة صفحة، لكنه مهم جدًا في مدلوله ومحتواه، فهو يتحدَّثُ عن (الموظف الجديد) حيثما كان، حكوميًا كان أو تجاريًا أو يعمل لحساب خاص، صاغه مؤلفه بلغة محكمة التركيب بلا تصنُّع، أنيقةُ المعنَى بلا تكلّف، عميقةُ المغْزَى بلا غلُوّ!
* * *
* يضم الكتابُ بنودًا عدة تشكِّل (حزْمةً) من (الوصايا) الشفافة لإنسان يقف على مفترق الطرق مهنيًا، أملاً أن يتمكن المعنيّ به أن يرسمَ لنفسه بنفسه (خارطة طريق) تهديه إلى صراط قويم لبناء حياته واستثمار قدراته، والاستفادة من مهاراته، في المكان المناسب والقدر المناسب!
* * *
* تلك هي باختزال شديد رسالة الكتاب، وهذا منهجه، لم يرسم بكلماته سردًا من الأماني والرغبات المفرغة من العزم والرؤية العملية الصادقة، بل أرادها (خارطة طريق) واضحة المعاني والمعالم، مدركًا في الوقت ذاته حجم الصعوبات والتضحيات التي يتطلبها هذا المسار.
* قرأتُه فاستمتعت به، ثم أعدت قراءتَه استيعابًا لرسالته، وتمنيّتُ أن يقرأَه الطالب في جامعته أو معهده أو مدرسته ليدرك مشقَّة البحث عن اللقمة الحلال، بعيدًا عن عشوائية البحث عن وظيفة وسط عبثية في الاختيار لعمل قد لا يمكّنُه من تحقيق طموحاته، لكنه رغم ذلك، يعتقد أنه وجد ضالّتَه لا لشيء سوى أنها بات يشغل (وظيفة ما)، أما مدى استعداده هو لاستيعاب حيثياتها وأدبياتها ومتطلباتها فأمر، في تقديره هو، يتحقق عبر سياق الزمن، طال أم قصر، مكتفيًا في ذلك بـ(التقليد) و(المحاكاة) لمن سبقه في المجال ذاته، أصاب أم أخطأ!
* * *
* ومما يفاقم مشكلةَ الباحث عن عمل أنه لا يعرف ما يريد في كثير من المواقف، كلُّ ما يهمُّه هو (شغلُ وظيفةٍ) وكفَى، أما الأمور الأخرى فتبقى رهن الحظ أو الصدفة والانتظار وإن طال!
* * *
* مما استرعى انتباهي في هذا الكتاب أن المؤلف قسَّمه إلى بنود عدة بعناوين فرعية واضحة، تسهيلاً لاستيعاب محتواه بما يعين القارئ على فهم المقصود بمضمون كل بند، وربطه بالسياق العام له، كما أكد المؤلف في أكثر من موقع من مؤلفه على أهمية ممارسة العمل عبر آلية (فريق العمل) (TEAM WORK) بدلاً من الأداء المنفرد، وهذا ما تعتمد عليه سيكولوجية العمل الجاد في الغرب الصناعي، لما له من مردود إيجابي في جودة الأداء، والقوامة النفسية لفاعله ضمن إطار الفريق.