فهد بن جليد
تشفي بعض الإعلاميين (الجرب) وليسوا العرب، بتقارير نضوب ثروات دول الخليج العربي التي بنيت على تقرير أو تكهنات صندوق النقد الدولي (غير الرسمية) مؤخراً، واحتفاؤهم بها بمُحاولة رسم مُستقبل مُظلم -لا يتجاوز مُخيلاتهم المريضة- لأبناء المنطقة ومتابعيهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، كشف جانباً من (حقد دفين) ما زال يستعر في نفوس هؤلاء الظلاميين الذين ابتليت بهم الصحافة والإعلام العربي، بذات الدرجة التي ابتليت فيها شعوب وبلدان عربية عديدة -على مر السنين- بقادة فيهم من الرعونة والحماقة والغباء والحسد الكثير على الخليج وأهله، وهو ما جعلهم يفلسون ويظلمون أنفسهم وشعوبهم في نهاية المطاف، لتغرق بلدانهم في الفقر والجوع والتخلّف، بينما يزدهر الخليج بالعمارة والتنمية والعلم والتقدم، بل ويمد يد العون والمساعدة والخير للمُحتاجين في كل مكان.
ما نشره باحثون في صندوق النقد الدولي لا يمثِّل رأياً رسمياً يستند على بيانات ونتائج علمية واقتصادية يُعتد بها، هو أقرب ما يكون لتكهنات قديمة ومستمرة مليئة بالمُبالغات وعدم الدقة، بشهادة مُختصين أكَّدوا صعوبة قياس مثل هذه الثروات مع شُح المعلومات والبيانات المتوفرة عن الأرقام الحقيقة، وعدم القدرة على التنبؤ بمُستقبل النفط في ظل المُتغيِّرات العالمية المتسارعة، ولاسيما أنَّ التقارير المحيطة بالنفط وأزمات نضوبه وتناقص الطلب عليه أو الشكوك حول بقائه ظلت مُلازمة له مُنذ اكتشافه وليست بالجديدة، دول الخليج العربي وفي مقدمتها السعودية تملك قدرات وثروات متنوِّعة وهائلة، مدعومة ومسنودة بخطط تمكنها -بتوفيق الله- من ضمان المستقبل لشعوب الخليج ومقدراتهم دون خوف أو وجل، وخير مثال على ذلك رؤية المملكة 2030 التي شكَّلت عزماً ونبراساً وخارطة طريق لكل العرب، بالاعتماد على تنوّع مصادر الدخل بخطوات علمية واثقة ينظر إليها العالم بإعجاب وتقدير كبيرين.
السعودية أطلقت مشاريع وبرامج صناعية ضخمة متنوِّعة وطموحة ضمن رؤية 2030، إيماناً بأنَّ البقاء هو لما حباه الله لهذه البلاد المباركة من ثروات ومصادر متنوِّعة للطاقة لم تصلها الأيدي بعد وليس على النفط وحده، ثروة السعودية الحقيقية هي قيادة رشيدة، في وطن موحَّد، ترعى بقاع مُقدَّسة، وتعمل لرفاهية شعب مُتماسك، منظومة لن تفهمها قلوب وعيون امتلأت بالحقد والحسد، وسبق أن شخَّص حالها (دايم السيف) منذ عقود برائعته التي مطلعها:
حنَّا العرب يا مدَّعين العروبة
وحنَّا هل التوحيد وأنتم له اجناب
وحنَّا شروق المجد وأنتم غروبه
وحنَّا هل التاريخ وأنتم به أغراب
يوم الفقر شلتوا علينا عيوبه
واليوم عقب النفط جيتوا لنا أنساب
ويوم الفقر فينا البداوة سبوبة
واليوم صرتوا مثلنا بدو وأعراب
وعلى دروب الخير نلتقي.