مها محمد الشريف
التطور الهائل الذي حدث بتقنيات الاتصال والثورة المعلوماتية انعكس على كثير من القطاعات وكان له دور فعَّال ومنها الإعلام فكانت المتغيِّرات ضخمة، فأصبحت التكنولوجيا هي ما يميِّز وسيلة عن أخرى وما يساهم أيضاً بنشر الأحداث بكل الوسائل على مدار الساعة مما جعل أي إنسان يحمل جهازاً ذكياً أن يتحوّل لإعلامي يؤدي دور المصور والمراسل في وقت واحد وينقل الخبر في كافة أرجاء العالم من خلال التطبيقات الحديثة مثل تويتر والسناب شات والواتسأب والفيسبوك والعديد من وسائل النشر الحديثة.
إن هذا التحول الكبير في صناعة الخبر نقل الإعلام لمرحلة مختلفة ليكون أكثر تفاعلاً وأدق انتباهاً، كما أضاف للإعلام سلاح يمكن تصنيفه من أسلحة الدمار الشامل إذا أسيء استخدامه وهو ما ظهر في عالمنا العربي منذ أن بدأ ما يُسمى الربيع العربي الذي روّجت فيه الأكاذيب والإشاعات، وعظمت شخصيات اتضح بنهاية المطاف أنها تنتمي لتنظيمات إرهابية خطيرة، ولذلك بات من الضروري أن يطرح موضوع الإعلام بشكله الحديث على طاولة كل الجهات الدولية ذات العلاقة بما فيها مجموعة العشرين لإعادة ضبط مسار هذا النهج بالطرح الإعلامي الذي بات منفلتاً لحد خطير مع وضع أنظمة وضوابط.
وكذلك التركيز على الرسائل المرخصة كالصحف وغيرها لتعزيز دورها القيادي وصلتها بالإعلام عبر دعمها تنظيمياً ومادياً وإلا فإن الدول ستتكلّف كثيراً من نشر الأكاذيب حول خططها أو خدماتها فيكفي الكم الهائل للنشر الخاطئ عن فيروس كورونا مما تسبب بمزيد من الذعر الذي أثر على الأسواق المالية العالمية، وكذلك الاقتصاد العالمي مع قناعتنا بخطورة مثل هذه الأوبئة لكن البعض استغله لنشر خاطئ للترويج لسلع طبية لا علاقة لها بالمرض أو بعض من بدا يروّج لطرق علاج لا تمت للواقع بصلة وربطه بالغيبيات والمؤامرات مما يزيد العالم جهلاً به ويؤثِّر على خطط الحكومات لمواجهتها وفق المنهج العلمي المتبع بهذه الحالات.
من المتفق عليه في أوساط غالبية المثقفين المعاصرين أن صناعة الإعلام وتكنولوجيا الاتصالات تمثِّل أحد روافد اقتصاديات المعلومات في دول العالم المتقدِّم، والتركيز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واقتصاديات الصناعات الثقافية وكافة الخدمات الإلكترونية، وذلك الانفجار المعرفي الضخم يعيد هيكلة الإعلام ليكون مؤثِّراً يقدِّم نتائج إيجابية.
من هنا، يكون تطوير القدرة الإبداعية عبر إنتاجات تستثمر المعارف الأساسية والمعارف الثقافية في الإعلام، بفكرة واضحة عن التحولات السوسيو ثقافية والسياسية في آن واحد التي أحدثتها شبكات التواصل، وتفوقت على الإعلام التقليدي في سرعة نقل الخبر والتفاعل معه ونشره كثقافة افتراضية تجريدية كونية.