د.شريف بن محمد الأتربي
في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق الخامس والعشرين من فبراير عام 2020 أعلنت وسائل الإعلام المصرية الرسمية وفاة الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية الرئيس محمد حسني السيد مبارك الشهير بحسني مبارك. ومع هذا الإعلان بدأت الآلة الإعلامية القذرة لجماعة الإخوان المارقين في التشفي من الرئيس مبارك ووفاته ونعته وسبه بأبشع الألفاظ التي يأبى حتى الكفار أن يستخدموها للتشفي من أحد فما بالك إذا كان المتشفي محسوباً على الدين الإسلامي، ويظن نفسه من الفئة الناجية وأن الباقين في نار جهنم -معاذ الله- والمتشفى فيه قائد من قادة العرب؛ حكم مصر طيلة 30 عاماً استطاع خلالها بعد أن استردت بلاده كامل ترابها أن يحافظ عليها ويؤسس لفترة زمنية قادمة تستطيع مصر أن تنطلق من خلالها لآفاق أوسع وحياة أفضل.
لقد كان الرئيس الراحل رجلاً من طراز فريد، فهو أحد أبناء محافظة المنوفية، ومنها استمد الرجولة والحنكة التي يتميز بها أبناء مصر على مختلف أطيافهم إلا من أبى. وفي العشرين من عمره تخرج من الكلية العسكرية وتدرج في جميع رتبها حتى تسلم راية الحكم من الرئيس محمد أنور السادات بعد اغتياله.
ورغم ما حفلت به سنوات حكم الرئيس الراحل من متغيرات عدة إلا أن مواقفه السياسية المضيئة جعلت له وضعاً خاصاً عند أبناء دول الخليج وخاصة السعودية والكويت والإمارات مع وقفته القوية في وجه صدام حسين الذي غرته قوته وكثرة عدد جيشه فاحتل الكويت بدلاً من تحرير فلسطين.
وعلى صعيد الشأن الداخلي فقد خاض مبارك -رحمه الله- معارك كبيرة لإعادة بناء مجتمع مزقته حروب عدة كانت أيّ منها كافية بالقضاء على دول كبيرة ولعل الإمبراطوريات المنتهية بعد الحرب العالمية الثانية خير شاهد على ذلك. ورغم ذلك ظل مبارك وحتى آخر لحظة له في الحكم حريص على ألا تراق دم مصرية على أرضها ولا أن يتقاتل أبناؤها، فتنحى بإرادته وانزوى إلى الظل تاركاً المشهد للتاريخ ليحكم عليه وعلى من خلفه من عصابة الإخوان المسلمين بقيادة محور الشر وأذنابه في تركيا وقطر وغزة.
لقد كان مبارك -رحمه الله- حكيماً فلم يشأ أن يترك أرض وطنه، بل قالها صراحة أنه لن يدفن سوى فيه وأن التاريخ هو من سيحكم بينه وبين من ظلمه، ولقد سمع الله تعالى دعوة مبارك ومن أحبه: إني مظلوم فانتصر، فانكشف ستر جماعة الإخوان الفاسدين وضاع حلمهم في السيطرة على مقدرات الدول العربية وتسليمها طواعية إلى مثلث الشر مقابل حكم بائد ومفهوم غبي بينهم سائد أن الطريق إلى فلسطين يبدأ بتحرير مصر، ويشاء الله تعالى أن تقام له جنازة عسكرية يحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار رجال الدولة.. جنازة اعترفت فيها مصر كلها (دون جماعة الفاسدين).. إن الله تعالى نجاهم من كرب كانوا سيعيشون فيه إلى أبد الأبدين فقد أردوها إخوانية وأردها مبارك مصرية فانقلب السحر على الساحر وبقيت مصر وذهبوا بتاريخهم الأسود إلى مزبلة التاريخ.
رحمك الله سيادة الرئيس وعوضك خيراً عما لقيته منهم من شر وتنكيل.. في جنات النعيم.