د. أحمد الفراج
في المحطة الرابعة للانتخابات التمهيدية في أمريكا، ومع صدور هذا المقال، تكون ولاية جنوب كارولينا قد صوتت، وهي المحطة الرابعة، بعد محطات ولايات ايوا ونيوهامشير ونيفادا، وتعتبر هذه المحطة مهمة جدا لحصان الديمقراطيين، المرشح جوزيف بايدن، الذي أخفق في المحطات الثلاث السابقة، فقد كانت نتيجته في ولاية ايوا صادمة، ثم خذلته ولاية نيوهامشير، ثم استطاع التقاط بعض الأنفاس في محطة نيفادا، ومن حسن حظه أن هذه الولاية قد تجبر عثراته، فشعبيته لدى الأفارقة الأمريكيين مرتفعة، وهذه هي الشريحة الأبرز في ولاية جنوب كارولينا، وأتوقع أن يفوز، لأن خسارته في هذه الولاية قد تعني توديعا مبكرا لحلم الفوز بالرئاسة، وعلى الرغم من أن المرشح برني ساندرز يحلق عاليا، إلا أن الشرائح التي تدعمه ليست هي الأبرز في ولاية جنوب كارولينا، وذات الشيء ينطبق على بقية المرشحين، خصوصا الشاب المفاجأة، بيت بوتيجيج، الذي لا زال متألقا، تماما كما كان باراك أوباما في عام 2008 .
لم يكن أكثر الديمقراطيين تشاؤما يتوقع أن يخفق جوزيف بايدن بهذا الشكل اللافت، فهو يملك تاريخًا سياسيًا طويلاً، وخدم كنائب للرئيس أوباما لمدة 8 سنوات، ولكنه كما ذكرنا سابقا، لا يملك المواصفات القيادية اللازمة، ولا الطاقة والحماس، وكان معظم المعلقين يتوقعون أن يكون أداؤه متوائما مع تطلعات الديمقراطيين، ولكنه فشل بشكل غير متوقع، وقد حرصت القيادات الديمقراطية في ولاية جنوب كارولينا أن تعلن عن دعمها له، فمن حسن حظه أن أهم الساسة الديمقراطيين في هذه الولاية، عضو مجلس النواب، جيمس كليبرن، قد أعلن دعمه له، وتأتي أهمية هذا الدعم، بسبب أن النائب يعتبر زعيمًا روحيًا للأفارقة الأمريكيين (السود) في هذه الولاية، والسود هم الشريحة الأهم والأبرز كما ذكرنا سلفا، ولا شك أن الحزب الديمقراطي كان له دور في هذا الدعم، لأن خسارة بايدن لهذه الولاية ستشكل ضربة موجعة للحزب، والخلاصة هي أنني أتوقع أن يفوز بايدن بانتخابات المحطة الرابعة، وفي حال لم يحدث ذلك، فإن هذه ستكون بداية النهاية لحلمه بدخول البيت الأبيض، وسيتواصل الحديث!.