فوزية الشهري
في زيارتي الأخيرة للمكتبة كنت أحمل قائمة لكتب وضعتها هدفاً للقراءة، وكالعادة عند المرور بين الرفوف لا بد من إضافة عدد آخر من الكتب التي تلفت نظري، ما زلت من عشاق القراءة الورقية ولا أستطيع إخفاء مشاعر الحب للكتب والقراءة منها.كان من ضمن الكتب التي جذبتني ولم أستطع مقاومة سحرها كتاب الدكتور غازي القصيبي «في عين العاصفة» قوة الجذب في هذا الكتاب كانت مضاعفة عنوان جذاب وكاتب مميز بالنسبة لي، فهو أيقونة إبداع وتفرّد - رحمه الله.
«في عين العاصفة» كتاب يضم مقالات الدكتور القصيبي التي كتبها في صحيفة الشرق الأوسط أثناء غزو صدام لدولة الكويت والتي بدأت بتاريخ 20 أغسطس 1990 وانتهت بمقالته الأخيرة «حتى نلتقي» التي ختم فيها سلسلة مقالاته بتاريخ 14 يوليو 1991م.
قرابة عام انتظمت مقالاته في زاوية «عين العاصفة» ثم مع حرب التحرير غيَّر المسمى إلى «بعد هبوب العاصفة» وبعد التحرير أصبح الاسم «على نار هادئة». في هذه المقالات صدح القصيبي بصوت الحق وناقش عدداً من الساسة والمثقفين والكتَّاب ووثَّق مواقف شخصيات ودول لذلك تعتبر وثيقة للتاريخ ذات قيمة.
كتب مقدمة الكتاب الأستاذ عثمان العمير الذي وصف غازي ومقالاته بأنه لغة الخليج وسيفه ورمحه وصاحب الصوت الأعلى والأقوى والأكثر فعالية. كتاب مكون من 384 صفحة وعشرات المقالات المواكبة لكل الأحداث اليومية لتحرير الكويت وسقوط الأقنعة للكثير ممن عاصر تلك الأحداث سواء ساسة أو كتَّاب أو إعلاميين. ولن أستطيع إتمام مقالي دون تطعيمه بنفائس من مقالات الدكتور غازي والتي كنت أتوقف عند كثير منها وأعيد قراءتها لأكثر من مرة وأتامل كل التفاصيل. من أبرز المقالات التي جذبتني «المحايدون» ويقول فيه «قد يكون الحياد أعنف أنواع التدخل وأخطرها وأقل المواقف أخلاقية وأكثرها انتهازية.كيف؟ عندما تشهد ماردًا يقتل طفلاً وتعلن أنك على الحياد فإنك قد قرَّرت أن تقف مع المارد ضد الطفل». إلى قوله الحياد فضيلة عندما تكون المعركة شراً وشراً ولكنه رذيلة عندما تكون المعركة بين حق وباطل». رحم الله أبا يارا.
لم أتعمد قراءة الكتاب بنفس توقيت ذكرى تحرير الكويت الشقيقة ولكنها الصدفة التي ربما هي خير من ألف ميعاد، وقد غنمت من قراءته المتعة والقراءة الصادقة لكثير من الأحداث والشخصيات، رحم الله أبا سهيل.
وبمناسبة ذكرى تحرير الكويت نرفع أسمى التهاني والتبريكات وأصدق الدعوات للكويت أميرًا وشعبًا. حفظ الله الكويت وأدام الله الأمن والأمان علينا جميعًا.
الزبدة:
«الحياة والموت تساوت عندنا، بعد ما احتلت الكويت وبعد شفت بعيني وش اللي عمل في الشعب الكويتي، ما عاد فيه كويت ولا فيه سعودية فيه بلد واحد، يا نعيش سوا يا ننتهي سوا، هذا القرار الذي اتخذته أنا ولا فيه أي سعودي إلا واتفق معي على نفس القرار يا تبقى الكويت والسعودية يا تنتهي الكويت والسعودية، لا يمكن أن تنتهي واحدة وتبقى الثانية».
«خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله»