رقية سليمان الهويريني
في الوقت الذي يصيب الهلع سكان الكرة الأرضية بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، لا تعبأ الحكومة الإيرانية باحتواء هذا المرض القاتل! وأخذ الاحتياطات اللازمة للحد من انتشاره، حيث يعاني الإيرانيون من قلّة الأدوية حتى قبل ظهور هذا الفيروس.
ولعل من حسنات هذا الفيروس أنه أظهر إفلاس فكر المراقد والقبور في إيران والتي يعتقد أتباعها أنها تمتلك حصانة ذاتيّة سماوية من الأوبئة والأمراض والفيروسات المتفشيّة عن طريق الهواء، لذلك تجد الناس المخدوعين يتزاحمون لزيارتها، ويحتمون بها، ويلوذون بأروقة أضرحتها، ويقبلوها بدلا من الفرار عن أماكن التجمعات والوباء.
إن الانكفاء الفكري هو الذي جعل الناس المبتلين بما فيهم الشباب وبعض المثقفين يهرعون لتلك المراقد أو ما تسمى تجاوزا بالعتبات المقدسة طلبا للعلاج اعتقادا بفكرة المناعة من الأوبئة قبل وقوع المرض، أو النجاة منه بعد حدوثه، فهو برأيهم أكسير الحياة الغائب! بينما في الواقع أصبحت تلك المراقد موطن انتقال الأوبئة والأمراض، وكان ينبغي حث الناس على الابتعاد عنها في هذه الأحوال!
ولو توقف الأمر على زوار العتبات من مواطني هذه الدولة الموبوءة دون غيرهم؛ لهان الوجع، برغم مرارته، ولكن الكارثة تكمن بلجوء مواطني دول أخرى للزيارة والاستشفاء بتلك المقابر والعتبات ومن ثم عودتهم إلى بلادهم وهم يحملون الفيروس فينتشر تلقائيا بين مواطنيهم، حيث أعلنت العراق ولبنان والكويت والإمارات والبحرين وعُمان تسجيل عدة حالات لأشخاص قادمين من إيران وكأنها أصبحت بلدا لتصدير الأمراض.
إن واحدة من آفات الجهلاء الانسياق لفكرة تافهة، غير منطقية! وأشد منها محاربة كل من لا يخضع لتلك الفكرة التي تحولت لمعتقد بال، لا يقبل بمراجعته. ولا مساس حينئذ، عندما لا يرتبط ذلك المعتقد بقداسة الشخوص والتبعية لتوجهاتهم البائسة!
والحق أن الانغماس في الوهم المذهبي المتمثل بولاية الفقيه أدى لتعميق المعتقدات المذهبيّة الزائفة في أذهان الناس وتسطيح وعيهم واستغلال فاقتهم ومعاناتهم وضياعهم.
فاللهم الطف بعبادك وابعد عنهم شر الأوبئة والأمراض!