عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. وقبل أن أتحدث عن (نكتة) إيقاف لاعب السد القطري بغداد بونجاح من قبل الاتحاد الآسيوي ولجانه المبجلة استغرب وأتساءل عن الصمت الرهيب من قبل إعلامنا الرياضي فقد تعودنا خلال العشرين سنة الماضية النقد القاسي والطرح المسترسل حول الاتحاد القاري وقراراته المتناقضة، واتهامه طوال المدة الماضية بتقصد الأندية السعودية من جميع النواحي سواء بالقرارات التعسفية أو اختيار الحكام أو حتى القرارات الانضباطية إلا أني اليوم أجد نفسي مضطراً لطرح السؤال للزملاء والأصدقاء حول الهدوء والسكينة لقاء ما يحدث من قرارات متباينة وقد يكون آخرها القرار الغريب والعجيب وهو إيقاف لاعب على خلفية تجاوز في الموسم الماضي فأين أنتم مما يحدث من الأضرار بالأندية السعودية؟ هل توقف نقدكم وتوجيه سهام النقد وإبداء وجهات نظركم حول الاتحاد القاري لأن فريق اللاعب الذي تم إيقافه في مجموعة النصر؟ أين المقالات والبرامج التي لا تدخر ولا تتوقف عن الهجوم والتشكيك والطعن والنقد في اتحاد أو تهم في العقدين الماضيين بتقصد أندية الوطن أين أنتم؟ ماذا تغير؟ هل يعقل أن يتم إيقاف لاعب السد بغداد بونجاح لمدة شهرين وذلك بسبب هجوم اللاعب على حكم مباراة السد والهلال السعودي في ذهاب قبل نهائي دوري الأبطال آسيا 2019 أيعقل أن يتم إيقاف اللاعب بعد جولتين من بطولة أبطال آسيا الجديدة 2020 وبعد أكثر من أربعة أشهر على الحادثة ليغيب عن مباراتي العين ذهاباً وإياباً والسؤال كيف سمح للاعب أن يمثل فريقه في مباراتين مع النصر السعودي وسباهان أصفهان الإيراني في النسخة الجديدة من نفس البطولة؟ وما يتضح من قراءة للقرار أنه متخذ من بعد خروج فريق السد آسيوياً من أمام الهلال بالرياض رغم أن اللاعب لم يمثل فريقه في لقاء الإياب لإيقافه بتراكم البطاقات ولكن تم تأجيل الإعلان عنه حتى ينتهي السد من مباراتي الذهاب من أمام أقوى فرق المجموعة النصر السعودي وسباهان الإيراني لأن فريق العين ضعيف ومتذيل المجموعة وغياب اللاعب لن يؤثر ومن هنا يتضح أن لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد القارة وقراراتها المتباينة إما مخترقة أو تجد التوجيه من الخارج وفي كلا الحالتين يعتبر فسادا وغيابا لمبدأ العدالة وشرف المنافسة وندرك جميعاً في المجتمع الرياضي أن الاتحاد القاري لا يتعامل بسواسية لا مع الأندية ولا مع الدول ومنتخباتها طوال السنوات الماضية وأكبر دليل كيف تم إيقاف حارس النصوليد عبدالله خلال أسابيع وليس أشهر؟ أين اللجنة الموقرة واتحادها النزيه عن الممارسات الإيرانية وتجاوزات أنديتها وشعاراتها وشغبها دون ردع أو عقوبات بينما الأندية السعودية تجد عقوبات مالية وإيقافات ومباريات بدون جمهور ولكن اليوم أصبح هناك أكثر من إيران في جلباب الاتحاد القاري وما تأخير توقيف الجزائري بغداد بونجاح إلا أكبر دليل على عمق وجسامة الفساد والاختراق الذي ينخر في لجان الاتحاد الآسيوي ومنظومته المضروبة وجميع من يقف ويؤيدها وهم فقط المستفيدون مما يحدث.
نقاط للتأمل
- سنوات والمجتمع الرياضي يأمل ويطالب أن تكون رئاسة الرياضة وهيئتها وزارة ويكون وزيرها من ضمن المتواجدين على طاولة مجلس الوزراء الموقر ليطرح متطلبات واحتياجات شباب الوطن ورياضته المختلفة أمام القيادة -حفظها الله- واليوم تتحقق الأمنية وتتحقق تطلعات شباب الوطن بوزير رياضتهم في هذا العهد الزاهر عهد سلمان الحزم ومحمد الخير، والتهنئة للأمير الوزير عبدالعزيز بن تركي الفيصل على الثقة الملكية الغالية في سموه، ودعواتنا وشكرنا لقيادتنا الحكيمة بطول العمر والتوفيق والسداد، وأن يحفظ الوطن من كل مكروه.
- لم يحدث جدل حول حكام أي لقاء مثلما حدث في لقاء الفيصلي والفتح في الجولة قبل الماضية والذي أداره حكم سعودي -مع الأسف- ولكن عليه ملاحظات في لقاء يقوده وأكبر دليل استبعاده وإعادته من دورة الخليج قبل الأخيرة من الكويت والحالة الثانية حكم لقاء الهلال والاتحاد الأخيرة واللغط والملاحظات على حكم الساحة، والذي سبق أن كان حديثا وجدلا حوله من الموسم الماضي.
- لم تكن لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي ملزمة بحسم شكوى نادي النصر ضد نور الدين بن زكري مدرب ضمك لعدم ثبوت قيام مدرب ضمك بالبصق والتهجم على مدرب النصر، فما حدث يندرج تحت مظلة نظام الذوق العام، فما كشفته كاميرات الناقل الرسمي توضح أن التجاوز قد خدش المنظر والمظهر العام للبلد ومجتمعه، وكان الأجدر بلجنة لا تجد الشجاعة في إصدار العقوبات اللازمة بتحويلها إلى لجنة أعلى متخصصة في الذوق العام وخدش الآداب والأعراف في البلد لأن الكل شاهد في الوطن العربي ما حدث ولا يمكن تبريره فالشمس لا تغطى بغربال.
خاتمة
مع انتشار الأمراض والمصائب لا أملك إلا أن أقول وأذكركم وأذكر نفسي بهذا الدعاء (تحصنت بذي العزة والجبروت، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا هذا الوباء، وقنا شر الداء، بلطفك ورحمتك إنك على كل شيء قدير).
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.