الجزيرة - خاص:
أكَّد رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى سبيستيان كو قدرة المملكة العربية السعودية على تنظيم البطولات الكبرى في ألعاب القوى، مشيداً بالبنية التحتية للمملكة وبالقيادة الرياضية التي يقف على رأسها الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، كما أشار بنائبه الأمير نواف بن محمد الذي انتخب في بطولة العالم 2019م كنائب للرئيس بعد أن كان عضواً للدورة السابقة، وتحدث عن ما سيحدث للروس وكيف يعودون للمشاركة بعد منعهم من قبل الوادا.. فإلى الحديث الذي أجرته «الجزيرة» مع رجل ألعاب القوى الأول في العالم..
سبيستيان يرحب بـ«الجزيرة»..
أود أن أرحب بكم من مقر الأمانة العامة للهيئة العالمية لألعاب القوى وخاصة أننا انتهينا للتو من آخر جلسات اجتماع المكتب التنفيذي للهيئة العالمية لألعاب القوى، والذي كان اجتماعاً إيجابياً وناجحاً بكل المقاييس، وآمل أن تسهم التوجيهات والقرارات التي توصلنا إليها في تحقيق طموحات أسرة ألعاب القوى العالمية، فأهلاً ومرحباً بكم.
وكما يسرني كثيراً أن ألتقي بمحبي رياضة ألعاب القوى بالمملكة العربية السعودية، وكذلك بالوطن العربي باعتبار أن ألعاب القوى في هذه المنطقة تتمتع بشعبية كبيرة نظراً للإنجازات التي حققها لاعبوها ولاعباتها في بطولات العالم والدورات الأولمبية منذ أربعة عقود أو يزيد.. فأهلاً بك.
* بداية أود أن أشكركم سعادة اللورد سبستيان كو لكي تمنحني هذه الفرصة لعمل هذا اللقاء الصحفي مع سعادتكم، لقد كنت حريصاً على أن تتاح لي مثل هذه الفرصة منذ فترة طويلة وبخاصة بعد نجاحكم بامتياز في قيادة الاتحاد الدولي لنشر وتطوير اللعبة بما يتناسب وطموحات الاتحادات الوطنية الأعضاء على مستوى العالم باعتبار رياضة ألعاب القوى هي الرياضة الأولى على مستوى دورات الألعاب الأولمبية والرابعة على مستوى الاتحادات الرياضية العالمية.
أرجو أن تقدموا أنفسكم لمحبي ألعاب القوى في الوطن العربي ليتعرف عليكم وأنتم تقودون وباعتزاز الآن سفينة لألعاب القوى العالمية: من هو سبيستيان كو؟
أنا من مواليد عام 1956م بلندن، ومتزوج من صحافية، كارول انّات، ولدي أربعة أبناء. لقد كانت بدايتي في ألعاب القوى في الثمانيات، عندما أحزرت الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر في دورة موسكو للألعاب الأولمبية عام 1980 ودورة لوس أنجلوس عام 1984. وقدد حققت ثلاثة أرقام قياسية عالمية في وقت واحد في مسافة 800 متر والميل و1500 متر، وفي عام 1981 سجلت رقمًا قياسيًا عالميًا في مسافة 800 متر، إذ حققت 1د و41 ثانية و73 من أجزاء الثانية. وظل هذا الرقم صامدًا طيلة 16 عامًا حتى حطمه الدانماركي من أصل كيني ويسلون كيبكيتير عام 1997 في كولونيا بألمانيا، محققًا 1د و41 ثانية و11 من أجزاء الثانية.
وبعد اعتزالي، كرَّستُ نفسي لحياتي الزوجية والعائلية، واهتممت أيضًا بالسياسة، حيث انتخبت نائبًا عن حزب المحافظين في مجلس العموم البريطاني عام 1992م، لكني خسرت الانتخابات في دورة 1997، وعملت بعدها مستشارًا شخصيًا لزعيم المحافظين آنذاك وليام هيغ، ثم منحتني الملكة اليزابيث الثانية لقب لورد. يرجع البريطانيون الفضل الأكبر في استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2012م ونجاحها بشكل يفوق التوقعات والطموحات للجهود التي بذلتها لفوز لندن باستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية التي دارت بلندن عام 2012م.
* ما أبرز ملامح خطة عمل الاتحاد؟
أعتقد أنني كنت محظوظاً حيث جاءت الانتخابات التي أجريت عام 2015 ببكين على هامش فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد آنذاك بمجمعة من القيادات التي تتمتع بخبرات وتجارب مثمرة في قاراتهم ودولهم بالإضافة إلى استقطاب مجموعة من الخبراء والمتخصصين الذين يتمتعون بمؤهلات وخبرات عالمية وميدانية مما يساعد كثيراً في أن يحقق الاتحاد الدولي قفزات نوعية على مستوى النظام الأساسي ولوائح المنظمة لإدارة الاتحاد الدولي، إضافة إلى تبني إستراتيجية موضوعية تم وضع خططها وبرامجها في إطار مبادئ إدارية مهمة، ومن أهمها مبدأ المثالية في حدود الواقع وكذلك مبدأ توزيع الاختصاصات والمتابعة المستمرة والمركزية في التخطيط واللامركزية في التنفيذ، إضافة للاستفادة من قدرات ومهارات أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الجهاز التنفيذي بالأمانة العامة للاتحاد وكذلك توصيات اللجان المساعدة.
والشيء الذي يؤكد نجاحنا في تحقيق كل الأهداف الموضوعة للفترة من 2015م - 2019م هو النجاح المنقطع النظير سواء لفعاليات الجمعية العمومية وبطولة العالم بالدوحة 2019م.
إن تكوين مجلس إدارة الهيئة العالمية لألعاب القوى وانتخاب امرأة كنائب رئيس للمرة الأولى منذ تأسس الاتحاد الدولي في العام 1912م إضافة لعدد (8) نساء أخريات سعياً لتحقيق مبدأ التوازن في عضوية الاتحاد الدولي بين الجنسين، وكذلك تكوين مجلس تنفيذي إضافة إلى معالجة كل القضايا التي تتطلب بنشر وتطوير اللعبة، كما أن لدينا جهات استشارية ومتخصصة تساعدنا على اتخاذ القرارات السليمة سيؤدي إلى تحقيق ما هو مرجو.
كما تعلمون أن رياضة ألعاب تحتل المكانة الرابعة على خارطة الألعاب الرياضية على مستوى العالم، أهم أهدافنا أن نجعل رياضة ألعاب القوى هي الرياضة الأكثر ممارسة والسعي على أن نتقدم خطوة في ترتيبنا العالمي في الساحة الرياضية العالمية. كما نسعى إلى تطوير وتحسين مقومات اللعبة سواء كانت بشرية أو فنية أو مادية.
أمامنا تحديات كثيرة ولكننا نملك الإدارة والكوادر القادرة على تحقيق طموحاتنا بمستوى عالٍ من الكفاية والكفاءة.
* ماذا عن الاتحاد الروسي لألعاب القوى؟
بالنسبة لموضوع إيقاف الاتحاد الروسي لألعاب القوى عن المشاركة في البطولات المعتمدة للاتحاد الدولي، كما تعلم أننا في مقدمة الاتحادات الرياضية الدولية في مجال مكافحة المنشطات والحرص على نظافة ونزاهة المنافسات الخاصة بألعاب القوى على المستوى الوطني والإقليمي والقاري والعالمي، وكما تعلم فإن مخالفة الاتحاد الروسي للقواعد الخاصة بمكافحة المنشطات بشكل واضح أدى إلى أن تتخذ الهيئة العالمية لألعاب القوى قرارات للمحافظة على المكانة الأدبية للهيئة العالمية وعدالة المنافسة، ولدينا هيئات استشارية مساعدة للتعامل مع المخالفات في هذا الشأن ومنها قضية الاتحاد الروسي، وما زال الاتحاد الروسي غير متعاون معنا وإذا استمر في سياسته هذه فربما يتعرض للاستبعاد من عضوية الهيئة العالمية لألعاب القوى ولكننا نتحلى بالصبر حرصاً على مصلحة لاعبي ولاعبات ألعاب القوى بروسيا، ونأمل أن يستوفي الاتحاد الروسي شروط العودة لرياضة ألعاب القوى العالمية.
* ما مدى إمكانية أن ينظم الاتحاد السعودي إحدى المنافسات الرياضية العالمية؟
لقد زرت المملكة العربية السعودية مرات عدة ولكن في المرة الأخيرة والتي تمت من خلال دعوة مقدمة من الاتحاد السعودي لألعاب القوى فقد أتيحت لي الفرصة للقاء القادة والمسؤولين ووجدت لديهم رؤية واضحة وخططًا وبرامج طموحة للارتقاء بالرياضات كافة وتحقيق نتائج تتناسب والمستوى الحضاري الذي وصلته المملكة في المجالات كافة، وقد قمت بزيارة لصرح رياضي متميز هو مدينة الملك عبدالله الرياضية، وكذلك العديد من الأماكن الأثرية بمدينة جدة، وأعتقد أن المملكة تمتلك بنية تحتية تمكنها من استضافة أحد الأحداث الرياضية العالمية لألعاب القوى، وعندما أقول بنية تحتية من أهمها العامل البشري والطرق والفنادق والإمكانات المادية، وعلى ذلك أن الاتحاد السعودي لألعاب القوى قادر على استضافة أحداث رياضية على المستوى القاري والعالمي، وسأشعر بالامتنان إذا تقدم الاتحاد السعودي لاستضافة بطولة عالمية في ألعاب القوى وسأكون أول الداعمين لذلك.
إشادة خاصة بالأمير نواف بن محمد
أشاد اللورد سبيستيان كو بنائبه الأمير نواف بن محمد قائلاً: هو من الركائز المهمة في اللعبة عالمياً وعضو فاعل جداً في المكتب التنفيذي ومجلس الإدارة، وقد نجح أيما نجاح في الفترة السابقة حين كان عضواً في الاتحاد ما دفع الكثير من الدول إلى انتخابه كنائب رئيس رغم غيابه في بطولة العالم الأخيرة بالدوحة، وهذه لا تحدث إلا لشخصية مقنعة وصادقة وناجحة، وأنا سعيد جداً باختياره لمعرفتي بإمكانياته وقدراته وواثق من استمرار نجاحاته.