«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
أصدر الأحد الماضي، صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، قراراً بتعيين الموسيقية السعودية جهاد الخالدي رئيساً تنفيذياً لهيئة الموسيقى في خطوة أولى لبدء أعمال الهيئة ومسؤولياتها تجاه تطوير قطاع الموسيقى السعودي بمختلف اتجاهاته.
تقول جهاد: المثابرة والمحاولة الدؤوبة للعزف من دون أخطاء، وسماع نشاز، واستخدام طرق عدة وتقنيات مختلفة في التدريب على العزف، وإعطاء التعبير والشعور المناسب للمقطوعة، كما أن ما يكتسبه العازف من خلالها في حياته هو الأهم من ضمنه الثقة في النفس وتوازن العلاقات.
وتعزو الخالدي أسباب قلة العازفين عربياً إلى المردود المادي، مشيرة إلى أن «ما يعود للعازف من ماديات لا يساوي حجم التدريبات المطلوبة من وقت قد يستغرق سنوات للعزف بمهارة عالية، وهذا أحد أسباب عدم اختيار البعض للعزف كمصدر للدخل».
عن الحفلات الغنائية والموسيقية التي أقيمت في السعودية خلال الفترة الماضية، ترى الخالدي أن تلك الفعاليات تعكس وجود طلب وإقبال من العامّة على الاستمتاع بالموسيقى وتذوّقها، لكن هذا الطلب إن لم يُوجّه بطريقة صحيحة، سيُنشئ لنا جيلاً وجمهوراً لا يتقن فن التذوق والتفريق ما بين الموسيقى الجيدة التي تحمل في طياتها مادة دسمة وعِلماً معقداً، ومجرد أغنيات رائجة في وقتها وتندثر.
وترى جهاد أن تعلّم الموسيقى والتدرّب على العزف، يعملان على استغلال حواس الطفل وتركيزه بشكل عالٍ جداً، بما يشبه التمرّن وممارسة الرياضة، فالموسيقى ليست مجرد أصوات نابعة من دندنات، بل هي علم له وزن وحساب، وسيعلّم الطفل فن الإدارة والصبر وتنظيم الوقت وترتيب الأولويات بنحو متآلف، هذا إضافة إلى أن الموسيقى تساهم في تقوية الروابط الاجتماعية بين الطفل والآخرين وتوسيع نطاق علاقاته مع زملائه الذين يشاركهم العزف. ومما لا شك، فيه أن الموسيقى تجعل الطفل أكثر ثقةً للتعبير عن ذاته أمام الناس، وتمنحه شعوراً أفضل حين يسمع ما تعلّمه.
تقول الخالدي إن هيئة الموسيقى ستسعى إلى ترجمة أهداف وزارة الثقافة في أن تجعل الثقافة نمط حياة للمجتمع بدءاً من إتاحة الفرصة لجميع الأطفال لدراسة علم الموسيقى ليشمل ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب احتضان وتمكين الأطفال الموهوبين.
وشددت على أهمية تعليم الموسيقى للأطفال «لأن الموسيقى علم وفن»، مؤكدة أن هذا التأسيس سيكون مفيداً للجميع وسيعمل على تهيئة شباب مبتكر ومبدع ومتوازن في جميع التخصصات العلمية وليس فقط على من سيحترفون الموسيقى لاحقاً.
وأكدت الخالدي في تصريحات، أن تنفيذ استراتيجيات هيئة الموسيقى في المجتمع سيكون تحت شعار «الموسيقى للجميع» وستتجه فيها الهيئة نحو مناطق جديدة من النشاط الموسيقي سواء على مستوى التعليم أو مستوى الأنشطة والفعاليات.