رقراقةٌ في الريح آهاتُ الشمال
وجريحةٌ في الروح آهاتُ الليالي
صوتاً فصوتاً أقتفي أجراسها
يا صوتها الباكي على درب الرمالِ
يا شجرةً في الدار يسكنها الخريف
وترتمي أعشاشها تحت الدوالي
من أي أغنية ستقطرُ دمعةُ
الذكرى على كأسي وتشربها ظلالي
من أي أغنيةٍ سيبزغُ دامعاً
قمرُ المساء يضيء بالأحزان حالي؟
ولمستُ صوتَ الليلِ بالأشعار آهاً
في سكون الليل صافٍ كالزلالِ
يا زهرةَ الحزن البعيدةَ يا أسى
الأيام من يبكي على الماضي خلالي
أنا غارق بالدمعِ تذرفني الغيومُ
فمن يكفكف دمعتي واليأسُ عالي
ما من جديد غير غربتنا نمرُّ
مرور ريح البرد في شجر التلالِ
لكأنّ هذا الليلَ مرآةُ الغريبِ
وغربةٌ في القلب يزرعها الغوالي
يا أنّةَ الأوتار يا شجن الكمنجةِ
يا انكسارَ العود يا أسفَ المآلِ
لا شمسنا ضحكت مراياها ولا
الأقمارُ نوّرتِ الدروبَ المحال
الآنَ أتبعُ وحشة الأيام من
وادٍ إلى وادٍ ويبتدئ ارتحالي
لا زهرة النعناع في روحي ولا
الدفلى ولا بالمشمش امتلأت سلالي
مرَّ الشتاءُ فمن يلملم غيمهُ
يا دمعة الشباك سيلي بالزلالِ
الآن أعبر مثل ظلٍّ ضائعٍ
عند المغيب واختفي خلف التلالِ
** **
- طامي دغيليب