عزيزي، عمتَ مساءً، هذا وجهيّ... ساحةُ القلبِ الهاوي إلى «العشقِ» صبًّا، بيدَ أنّي في طرفِ «الذكرى» الحَاليَّة؛ ألاعبُ الصورَ الحانيّة، أهشُ بها على «سَهري»، وأحصدُ «ضوءَ النجومِ» الغافلة غرسًا للنورِ في التفاصيلِ القاتمة.
ألقي التحيةَ على غسقي، وأمسُ في سحابِ الفِكْر قطرات المطر، أزمُ بالحديثِ الهادي سحائبَ السَحر، وأهمُ بّي «معنىً» يوالد «الكلماتَ رويدًا للمنتهى رونقًا صفيًا ومتخذًا حسنًا بهيًا.
عِمتَ مساءً، هذا قلبي... قطعةٌ من نهارٍ مسفرة على مدينةٍ حلوةٍ غافية على هُدى الكواكبِ «الجارية»؛ تكتبُ قِصتها في سير المستيقظين إلى الحياةِ يتلمسون الجمالَ، ويفيضونُ بالحُبِّ أخذًا وعطاءً، وتربتُ على الغافين بحدّ «أحلامها» الزاهية بمقصلةِ اللحظاتِ السامية.
عِمت بهاءً، بانكبابِ الشعورِ جَودًا على القرى الصغيرةِ تُسمى أوطانًا، لغتها ضمُ الوجودِ على الوجود، وحكايةُ القصيدةِ في شذرِ الكلامِ الملطفِ بالزهور وبالمزارع باسقات النخل النضيد بالحُبِّ الوجيد.
اسلمُ قلبي جسدي، وأصفحُ عن «الذكرياتِ» فتمضي حضورًا طيبًا في الكائناتِ؛ هذهِ نفسي التي أعرفُ أهزوجةَ نيّرة لعشقٍ عظيم... أنكبُ إليّ كاتبًا؛ فبالسلام أصلُ دون أن أسعى، ويهلُ إليّ السعيُ في فلذاتِ الطريقِ، يتصلُ بالمرادتِ... فأرتشفها بكوبِ قهوة، يعكسُ في وجهها جناحيّ الكاتبين تطل من خلفهما الكلماتُ الولهى قراءةً..ونصاً.
عمتَ مساءً، هذا قلبي جسدُ الأجسادِ التي يحوي، وقلبُ السويداءِ النابضة، ينادي في الفلاةِ فتستفيضُ خضرةً، وتمسُ في الأجسامِ توقها للأرضِ؛ أن تكون أشجارًا ممدودة لمكنونها الأولِ... شوقًا، وانكبابًا لطينتها التي خرجت مِنها.
عمتَ حُبّاً، يفيضُ بك عن المرادِ للما وراء، يذيبُ الحدودَ كعسلٍ يمازجُ الماءِ رويدًا إلى الفناء؛ أن يكون موجودًا في اللا وجود، أو يصير تفصيلاً لا يرى تقومُ عليهِ الأركانُ الطِوال.
عِمتَ عميمًا، تُفسِر تتوقي بمحض الكشفِ عن الغورِ العميق للنهايةِ تتراقصُ على أعتابِ البداياتِ الجالية. إنهُ الحُبّ لغةَ الوجد وصيرورةِ الوجودِ الذي يُكاتبني في كل شيءٍ، فأبلغُ في المعنى جذوته، المشكاةُ التي تضيءُ المصهوراتِ إليها غدوًا لِما لا ينقضي في اللحظاتِ الغامرة.
عِمتَ مساءً بالسكونِ فتونًا، وبالعبورِ جنونًا، وبالوقتِ هناءً لا يغادرُ اللحظةَ الأولى؛ مُدامَ التبتلِ وضاحةً، بالضمِ تذوقُ أعضاءَ الواجداتِ كلامًا لطيفًا، طفولةً لازدهارِ البراءةِ...كتابةً وقراءة. إنها الوِلادةُ، بعثُ الجمالِ على الجمالِ طباقًا للا نهاية، الاستواءُ الذي لا يعرفُ له «مستوى» أيها الشِعرُ اللطيف، ضم أنحاءك تسعى إليك غيرها ففي الوجودِ لقاءٌ عِند كل مفترق يمس روحك التي بلغت وصولاً للحُبّ الذي صارك الهُويّة والمبتغى.
** **
- هيثم البرغش
@SSUHaitham