قِفْ قَليلاً
عندَ مَبكى العاشقينْ
حيثُ صلّى خلفَ قَيسٍ ألفُ عاشقْ
قِفْ قَليلاً
واعْتَبرْ مِنْ كُلِّ مَنْ ذاقَ سُلافَ الأوّلينْ
لا تقُلْ ضَلُّوا وكانوا شُعراءْ
كلُّ منْ هامَ كقَيْسٍ كانَ صادِقْ
بلْ وَلِيٌّ في سجِلِّ الأولِياءْ
لا تَقُلْ للحُبِّ: لا، حتَّى وإنْ فاضَتْ دموعُكْ
ها أنا أَبْكي على القلْبِ الّذي
قدْ هامَ يوْماً ثمَّ خانْ
كيفَ صارَ الدّمعُ زُلفى؟ كيفَ هانْ
دعْ جَحيمَ الشَّوقِ يُصْلِي في الحَشا
حتّى وإنْ أنَّتْ ضُلُوعُكْ
قِفْ قَليلاً
وتَبتّلْ عندَ مِحرابِ الفناءْ
ليسَ في حبِّكَ ذلٌّ إنّما محضُ ارتقاَءْ
لا تقلْ حبّكَ قيْدٌ بلْ جناحٌ للسَّماءْ
يا حبيبي
في سوى ذاتِكَ أشواقي افْتِراءْ
** **
- د. عبدالعزيز خوجة