أ.د.عثمان بن صالح العامر
سبحان الله.. بين الفينة والأخرى يظهر الله سبحانه وتعالى ضعف الإنسان وعجزه أمام قدرة الله وإرادته، الطالب (جنس بني آدم خاصة الأطباء ومراكز الأبحاث المختصة بالأوبئة المعدية)، والمطلوب (فايروس كورونا الذي لا يرى بالعين المجرَّدة)، ومع ذلك فقد صعب علاجه، وعجز المختصون عن وجود تفسير علمي لسرعة انتقاله من بلد لآخر حتى أضحى هذا الوباء يهدِّد العالم قاطبة، ويتوعَّد بشل حركة التنقّل العالمية، فضلاً عن تأثيره القوي على التجارة الدولية، والتعليم، والعلاقات الاجتماعية، والزيارات الرسمية، والمباريات، والاحتفالات، والمهرجانات، واللقاءات والاجتماعات، ووصل الأمر إلى أن صار التخوّف - عند من يستشرفون المستقبل - من أن الحياة البشرية على الكرة الأرضية قد تهرم وتتعطَّل -لا سمح الله- وهذا ليس بمستبعد، فاليوم اضطر العالم حرصاً منه على سلامة أراضية عزل دول بأكملها جراء هذا المطلوب الضعيف، مع علمه المسبق بصعوبة هذا القرار ولكنه أخف الشرين.
أبعد هذا يغرِّد غرٌّ لا يعرف من الحق أبسط أبجدياته نافياً وجود الرب سبحانه وتعالى، مدعياً أن الطبيعة هي بسننها من يخلق ويملك ويسيِّر الكون ومن عليه! أو أنه وإن اعترف بوجود الله إلا أنه يدّعي أن هذه القوة الخارجية خلقت هذا العالم الفسيح وتركته زاعماً أن هذا فيه تنزيه للرب، تعالى الله عزَّ وجلَّ عمَّا يقول هو ومَن على شاكلته علواً كبيراً.
إن مثل هذه الأحداث التي تفزع وتخوّف ولا يتمناها أحد منا في هذه الأرض توجب علينا في الوقت الذي يبحث فيه الباحثون المختصون عن العلاج أن نفرَّ إلى الله، فنحن ضعفاء إزاء قدره وليس لن من ملجأ إلا إليه {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}، فالأخطار تحيط بعالمنا إحاطة السوار بالمعصم، والأمر -كما يقول الكل - جد خطير خطير حتى تاريخه، وليكن لنا في جنح الليل دعاء صادق لرب البيت أن يحمى بلادنا والعالم كل العالم من هذا الداء وغيره، فنحن وطن مفتوح ويفد إليه المعتمر والزائر من كل فج عميق، كما أن من الواجب الحذر من تصديق الشائعات ونشر الأرجايف والأقاويل الكاذبة وأخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة، وفي نفس الوقت لنأخذ جميع وسائل الحيطة والحذر والوقاية والحماية التي ينصح بها من قبل وزارة الصحة ولنبتعد عن كل ما من شأنه الشماتة والتهكم، فهي أقدار الله يجريها كيف يشاء سبحانه وتعالى، حفظ الله بلادنا وحمى أراضينا ووقانا كل شر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.